
جرذان
- أفصح لي عما في قلبك. لاتخف من شيء. ليس ثمة من يراقبك. نحن وحيدان هاهنا.
ألا تصدق؟ إن كنت لا تصدق، فحاول أن تقنع ذاتك، ولم لا؟ سأريك ما يمكن أن أفعله كي أثبت لك أن لا أحد يسمعنا، سأصرخ بكل قوتي:
هل من أحد هنا؟ ثمة أحياء؟ شياطين؟ ربما كان هناك جرذ. أيتها الجرذان، نحن في حاجة إليكم. هيا تقدموا، لعلكم تثبوا له أن المكان خال من أي إنسان آخر.
إنه يريد الإفصاح بسر خطير، حتى أنتم ينبغي ألا تعرفوه. لكن لابأس. إني أثق بأمانتكم. أجل. سأحكي لكم قصة. دعنا من هذا المجنون.
لم أعد بحاجة إلى الحديث إليه. هل تسمعوني؟ في أحد الأيام أردت أن أقتل جرذاً، لحقته بالمعول، كان ضخماً وبطيئاً. ظل يركض بأقصى ما يستطيع. لكنه ظل بطيئاً. ضعيفاً.
إلى أن وصل زاوية لم يستطع فيها حراكاً. ظل ثابتاً في مكانه، يرتجف. تقدمت إليه. لكنني سرعان ما توقفت بعد خطوتين أو ثلاث.
انتابتنى رعشة على حين فجأة عندما نظرت إلى عينيه الوجلتين. تأثرت لارتجافه. رميت المعول بعيداً، ثم غادرت المكان لأتركه له.
- تباً! ألن تفعل ذلك وتترك لي المكان وحيداً؟ أنا لست إنساناً، لست سوى جرذ. أحبني إن شئت، لكن دع المكان لي وحدي. أشفق علي. هاأنذا أرتجف.
لا أستطيع حراكاً. هاأنذا جرذ مرتجف. ألا تراني؟ هيا، اترك لي المكان.
الأحد 6 سبتمبر 1998