نازفٌ بينَ غيابين
نصٌّ مشترك : أمينة السعد
حنا حزبون
1 /
الوجعُ الذي اختزنتهُ الذاكرةُ ، في المرَّةِ الأُولى ،
يجتاحُهُ نسيانٌ لم تُذعنْ لهُ
حيثُ الباقي يُطرِّزُ عُريها
بلا خصامْ
2 /
وجهُهُ / صوتُهُ / أصابعُهُ
تُرى ما الذي ارتطمَ بالقلبِ
حتى ارتجَّ بهاجسٍ وحيدْ ؟
3 /
حروفُهُ المُتَّشحةُ بالندمِ
تتماوجُ حيرى بين غوايةٍ تدنو من المرآةِ
وأخرى من جسدِها المصقُولْ
4
/
تباً لكَ أيهُّا القلبُ
كم تُبالغُ في الرعشةْ !
5 /
تيهٌ في حضورِهِ
وآخرُ في غيابِهِ
حيثُ المشهدُ نازفٌ بينَ غيابينْ
6 /
تتعكزُ على نبضِ قلبها الصامتِ
حيثُ الوجدُ الذي تشظَّى ، كلَّ ليلةٍ
كان هو دهشتَهُ
وعذابَهْ
الولهُ الذي حاولتْ أنْ تتوارى من غواياتِهِ
في القلبِ المزدحمِ بحالاتِهِ
لم يُنسها أنْ تُفسحَ لهُ
مكاناً فيهْ
7 /
الشهقهُ التي اندلقَتْ من روحِهِ
لها عطرُها في كلِّ التفاصيلْ
8 /
عندما تتشاقى معهُ
تشتهي أنْ يركضَ خلفها
كي يحتضنَها بجنونْ
9 /
لا شيءَ أجملُ من الضوءِ
الذي يتسللُ خارجاً من بابِ غرفتهِ المواربِ
حيثُ الروحُ تتأهبُ مصروعةً عندَ حافتِهِ
كُلَّما عَبَرْ
10 /
تغرقُ في الذكرى
ولا شيءَ يُعيدُ البياضَ لعراءٍ غادرَ هيئتَهُ
سوى اسمِهِ
11 /
منذورٌ لغيابٍ مُستبدٍ
كي تظلَّ منذورةً لانتظارِهِ
تُراقصُ النجومْ
12 /
أيُّها المُوغلُ في وحشةِ التكوينِ
مَنْ سواكَ يُبلِّلُ يباسَ الروحْ ؟
* شاعرة من البحرين
* شاعر من فلسطين مقيم في دولة الكويت
hannaday7@hotmail.com