بدأت القنوات الفضائية تتوالي تباعاً مابين بث تجريبي وتعريفي ورسمي , رغم ان جميع المصطلحات يمكن إختصارها بـ"تخريفي" نسبةً الى الخَرف وجمعه"خرفان"!
قد يستبشر المرء خيراً "بالانفتاح " الاعلامي في المنطقة العربية وبالذات في الخليج, لكن المتابع سيُصدم بمجرد مشاهدة هذه القنوات الذي كلها تتبجح بأنها أتت منقذةً للـ"موروث الشعبي" -ووضعت الكلمة بين علامتي تنصيص ليس من باب استخدامي لها كاكسسوارات كعادتي السيئة التي غالباً ما تُغضب اصدقائي السبويهيين والدؤليين -والاخيرة نسبة الى ابو الاسود الدؤلي وليس للأكثر شهرة دولّي-وبعد هذه الجملة الاعتراضية الطويلة نوعاً ما سأكون مضطراً لأقتباس جملة الفنان الصيرفي (نعود الى محور حديثنا), لأقول انني وبكل مباهاة بجهلي لا اعرف معنى دقيق لكلمة"موروث شعبي" لكنني أجهدت عقلي وتحملت غثاء ما يُبث في هذه القنوات وخرجت بتعريف -كما يروجوه أصحابها- أن الموروث هو الشعر الشعبي ومزايين الابل(مزايين الابل تعني اختيار ملكة جمال الأبل ووجب شرحها لغير الناطقين بالموروث),إضافة الى برامج احتفالات القبيلة والتفاخر بعظام الأجداد وأساطيرهم, أي أن هذه القنوات تعيدنا للخلف مئات السنين وتروّج لكل شيء غير صالح للمدنيّة,ويقف وراءها بالطبع رجال أعمال وشيوخ وكلهم فوق النقد أو التشكيك بنواياهم تجاه تفتيت الثقافة الحقه ,أقول فوق النقد ربما لأنهم تحت "البشوت" التي تضمن لهم مكانتهم الإجتماعية , كيف لا وهم حرّاس "موروثنا" العظيم!
وعذر هؤلاء أنهم قدموا أشياء "محترمة" تلغي وجود روبي وشبيهاتها, وكأنهم المجرم الذي يمارس جريمته أمام الناس قائلاً: لست أنا وحدي مجرماً بل هناك الكثير ولكن لا أحد يعرفهم!
أتمنى أن أكون كاتباً مقبولاً بحيث أصل لهذا السطر ويكون معي قارئاً "وسّع صدره" وتحملني آملاً أن يساعدني بتعريف لكلمة "موروث شعبي" وليكن تعريفنا تجريبياً حتى نصل لكبد الحقيقه..
..