.
..
http://www.naseemalrooh.net/old/music/raheeq/05.rm

.. :: هكذا كان اللقاء بعد ست ِ سنين :: ..
بدا الشوق كخنجر ٍ يطعنني .. !
فما من سبيل ٍ للهروب سوى الذكرى .. !!
فمضيت نحو ذاك المكان .. !!
نحو حبٍ غيرت من ملامحه الفصول ..
وقد شهده هذا الميناء .. !
فناظرات الاركان ..
الزوايا ..
السفن ..
الممرات ..
وبعض الاشياء .. !
فعند ذاك الركن ..
اخفيت معطفاً أهدتني أياه يوماً ..
لاحتمي به من برد الشتاء .. !!
وعند تلك الزاوية ..
بقايا شمعة محترقة .. !
أطفأتها رياح الاقدار .. !
بعد أن كانت بالامس رمزاً للوفاء .. !
وعند هناك ,,
كنا نجلس معاً ..
نحاكي بعضينا ..
نفتش عما بداخلنا .. !
وكم كنا سعداء .. !
وعند ذاك الجدار ..
قد رُسمت قلوبنا .. !
و أسهم الاقدار تكسرت أمامها .. !
واليوم لم يتبقَ من ذلك الجدار ..
سوى بقايا حطام بناء .. !
ناظرت ..
وناظرت ..
وناظرت ..
حتى اتعبت ناظري ,,
وما عدت اقوى على النظر ..
كما لو كنتُ عمياء .. !
قررت الرحيل من هنا ..
وترك وعد بمعاودة الزيارة .. !
علني أعيش الماضي .. !
أعيش لحظاتٍ كان عنوانها الحب والنقاء .. !
,,,
,,
,
عدت لموطني ,,
لموطن ٍ أحتوى وجعي .. !
لموطن ٍ غريب .. !
أسميته موطن الشقاء .. !
عدت والشوق يحرقني للقياها .. !
عدت والالم يعصرني .. !
أما من سبيل لذلك .. ؟؟
أو متى يستجاب هذا الدعاء .. ؟؟
..
..
هممت بالطرقات سائرةً .. !
اسير في درب ٍ اجهل نهايته .. !
حتى توقفت عند حي ٍ من الاحياء .. !
سرت وحيدة تائهة ..
باحثة عما هو مجهول .. !
باحثة عن سعادة .. !
فياليت السعادة كانت مالاً .. !
لهممت بالطرقات وتسولت .. !
وطرقت أبواب الاغنياء .. !
سرتُ محدثة نفسي ..
عمن هواها الفؤاد .. !
وفجأة .. توقفت .. !
إنها هي .. !
نعم هي .. هي .. !
وأخيراً تحقق حلم اللقاء .. !
ناظرتها ..
حدقت بها ..
أبتسمت في وجهها .. !
لكنها لم تهبني نظرة ..
ابتسامة ..
أو حتى لفتة كبرياء .. !
فما للحبيب قد بخل علي بنظرة ..
كانت كفيلة ان تداوي وجع السهاد ..
وما للحبيب قد بخل علي بابتسامة ..
كانت كفيلة ان تطفئ لهيب الفؤاد .. !
وما للحبيب قد لاقاني ..
كما لو كنا غرباء .. !!
توقفتُ لدقائق صمت ٍ .. !
و إذا بطفل ٍ يجري نحوها .. !
وهو ينادي :: أمي .. !
ما هذا .. ؟؟
محبوبتي تزوجت ..
و أنجبت .. !
وأنا آخر من يعلم بهذه الانباء .. !
أرمقتها بعيناي الدامعتين ..
إلى أن سارت .. !
وا ختفت عن ناظري .. !
ولم اقوَ على اللحاق بها .. !
فقد شلني الجفاء .. !
..
..
ماذا جرى للناس ,, ..
ماذا جرى لهذا العالم .. ؟؟
واي عالم مجنون أحياه .. ؟؟
أكاد لا اصدق بأن ذاك كان واقعاً .. !
فكيف لواقع الحلم أن يمر هباء .. ؟؟
..
..
وجدتُ شبح الشجن يحاول ان يغتالني .. !
وسكين الاسى تنحرني .. !
فما كان بي الا العودة لذلك الميناء .. !!
عدت إلى هناك ..
حيث الزوايا والاركان والجدران .. !
حيث الذكريات الموجعة .. !
فاعترتني حالة من البكاء .. !
وجدتها بعد سنين انتظار ..
وجدتها بعد ايام طوال ..
بعد معاناة مع الالم والعناء .. !
وجدتها وما كنت لابتغي ان اجدها .. !
ما كنت لابتغي ان يكون حلمي واقعاَ ..
وما كنت لأتمنى أن يُلبى ذاك النداء .. !
ست سنين ما أقساها .. !
عشتها على حلم اللقاء .. !
وبعد أن عانق الحلم الواقع ..
تقابلني بكل أنواع الجفاء .. ؟؟
فلقد انستها الايام من أكون .. !
أنستها الايام من كانت لها حضناً ..
وملجأً ..
ولجروحها الدواء .. !
..
..
قررت المغادرة .. !
والرحيل حيث اللارجعة ..
فما من سبب ٍ يستدعي الوفاء .. !
ودعت المكان ..
وتلك الزاويا ..
وتلك الاركان ..
والشمعة المحترقة ..
وتلك الجدران ..
وألقيت بنظرتي الاخيرة
على ذاك الرداء .. !
وعدت لموطني ..
وأنا احدث نفسي ..
في هذيان متواصل .. !
وأتمتم بعبارات اجهلها .. !
وأتساءل للمرة الالف ..
أهكذا بعد ست سنين ..
يكون اللقاء .. ؟؟
16 اغسطس 2005 مــ
جل التحايا