كل منا في هذا العالم الواسع يحمل على كتفه هوية نفسية و روحية تجبره على ممارسة طقوسها ، بها ينفعل و يتفاعل مع ذاته و مع محيطه الاجتماعي و قبلها مع خالقه سبحانه!..
- كل منا له مذهبه و اتجاهه الفكري و ثكنة أخلاقه التي يتلحف بها لكي يترجم بها إنسانيته و فطرته و سبب خلافته لله في هذا الكون..
- لكل منا بصمته التي يتركها أمام نفسه و أمام الناس من حوله باختلاف معادنهم و طباعهم و همومهم و أفراحهم ..
- لكل منا آراؤه الكبرى و أفكاره التي يدافع عنها و يبحث لها عن الشرعية و المصداقية لكي يهب وجوده سببا للبقاء على قيد حياة !
لكل منا سنده الآمن (سواء كان حيا أو ميتا) الذي يعتمد عليه في الشدائد و يعترف له بمكامن نفسه تلك التي لا يستطيع أن ييوح بها لأي كان ! ..
هذا السند هو من يحس بنا و يفهمنا و يتفهمنا ...
لذلك وجب أن ندعو الله الذي هو جهتنا الآمنة و أن نعتصم بحبالها حين تطوف الزلازل و المصائب علينا طواف القدوم و الإفاضة..
فالرزايا تكون عطشى دوما لكسرنا و هزمنا !! و لكن هيهات ! أنى يؤتى لها ذلك و نحن تحت رعاية الرحمان العادل الجبار لقلوبنا و الرحيم بضعفنا!!..
و لعل الله يغير شؤوننا و يرضينا من حيث لا نحتسب بتغيير أحوالنا حينما نعتقدنا بعيدين عن الفرج فيفتح سبحانه و تعالى أبواب السماء على مصراعيها لنستقبل كل الفرحات.!
بل عندما نعتقد أن كل شيء انتهى و إذا بخالق الكون يهدينا البدايات التي لم تكن لتخطر على بالنا قبلا..!
لذلك علينا بتوجيه بوصلات قلوبنا نحو خالقنا لأنه حتما منجينا و لأن ودائعه سبحانه لا تضيع أبدا و التجارة معه لا تبور إطلاقا ..!!
و إن أعظم استثمار هو مع الله دون شك ..
و لكن يا ترى كيف نستطيع تبين رضا الله عز و جل علينا !!؟؟
..إن آياته تظهر سبحانه في استجابته للدعاء و إحساسنا بالراحة و الاطمئنان و السلام الداخلي و إحساسنا بالقناعة و بالرغبة في التسامح و في امتلاكنا لقوة التغافل و التجاهل و جمال التخلي و رفاهيته !!
وتظهر آياته و بشائره عز و جل في ميلنا للانعزال عن صخب البشر، مترفعين نحن نصبح ، و مهاجرين إلى سمو الروح فينا ..
و قد يبعث الله في حياتنا أشخاصا يرسلون النور في قلوبنا و يجعلون لحظاتنا سعيدة، مرفرفة كقلب طائر غريد أو كقلب طفل بريء لم تعكر الحياة بعد صفو أيامه و نواياه..
أو أن يجعلنا خالق الكون نلتقي بإنسان متعدد الهويات، فهم أحباؤنا و أصدقاؤنا و أساتذتنا و كل ناصح لنا و مرشدنا و محذرنا و موجهنا للصواب و خالق سعادتنا..
إن آياته سبحانه و تعالى و أمارات رضاه عنا تظهر عندما لا تعرف الأحقاد طريقا لقلوبنا الذي يتبرمج على قنوات الصدق و الإحسان و يبتعد عن الالتواء و التلون..
آياته عز و جل تظهر حينما لا نختار سرعة التغيير السلبي رغم إكراهات و منغصات الحياة، فشمعتنا ، يجب أن لا تنطفئ بمجرد خذلان أو تعثر أو ألم أو مصيبة !!
بل نرانا نوطد علاقاتنا مع نظافة الداخل و فطرتها السليمة فقط لنرسم الابتسامة و السعادة على وجه الطفل البريء القابع فينا و الذي لا يجب أن نقصيه مهما أحلنا على معاش الفرحة في بعض ظروف طارئة من حياتنا!! ..