سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
غداً
الحمقى يتجمهرون ..
يقدمون بضاعتهم لسيدهم ..
قد أحسنوا قتله وانتزعوا مشاعره ..
يقودونه كأنه قربان ..
يتبادلون الفرحة وينتزعون الأحلام ..
صفقةٌ رابحة فالبضاعة كاسدة والمشتري متلهف..
تجارةٌ لا يخسر فيها إلا الفقراء..
فقراء العقل .. فقراء الحكمة .. وفقراء الحياة..
من يدري لعلَّ البائع قبض ثمناً يستوفيه ندماً !
أو أن الحمقى سيبيعون لنا ذكرياتهم يوماً ما ..
أصبح العيش في هذا الزمان مرهوناً بالنقد ..
كان مما قضي أمر الله فيه أيامٌ خَلَت ..
توسدنا بها صمتنا و تلحفنا مشاعرنا و غفونا طويلاً..
نسترق الخبر على استحياءٍ من كرامتنا ..
نآنس ألمنا بجميل أملنا وهانحن نقف على أطلال الحلم ..
بعيدون قلباً وقالباً .. يعتصرنا الحزن على ما سيكون.
أراه وقد التهمت الأيام منه ما استطاعت دون رحمة..
وما بقي فيه : باعوه لمن سيمسح بسمته ويرسل بعيداً سفينة سعادته..
كم تمنى القلب فرحةً وكم رسم الخيال من درب لقاء وفي ليلةٍ واحدة تعثرت الخطى ..
ذلك الشعور الظالم ..
تريد له الفرحة ولا تريدها له
يختلج صدرك بالحكايات والذكريات متحسراً على مافات وخائفاً مما هو آت..
سيدخلون من أبوابٍ متفرقة ويخرجون من نافذةٍ ضيقة ..
أما أنا فلن تجدوا إلي سبيلاً ..
سأسكن ذاكرته وأنام تحت جفنه أبداً ..
لن أترك له جسده سأنال نصيبي أمداً.