بوح .. الليالي ,,, !!!!

[يحيى مراد]

في صمت ذات ليلة
وفي سكون غريب
في هدوء مريب
ذات ليلة
وقد تلاحقت نسمات الهواء
وقد تتابعت أنَّات الريا
وقد خيم الدجى
وبسط وشاحه الاسود
وأمواج البحر تتلاحق
وتتسارع خلف بعضها
وصوت يخرج منها
له وقع الطرب في أُذني
في روتينه ونظامه
ونجمة الدب الأكبر
تتربع في كبد السماء
وكأنه ينظر الي
كأنه ملك متوج
والنجوم حوله كالحاشية

؛,,,؛

صمت يلف الأجواء
إلا من أنفاس متسارعة
تخرج من صدور متوهجة
وكنا نستمتع بصمتنا
ولم ننبس بشفة
وكأن كل منا ينتظر
أن يبدأ الاخر في الكلام

؛,,,؛

كانت تجلس قربي
الكتفان متلامسان
والقدمان في احتكاك
والأنفاس تتسارع
ويد تضغط على يد
ثم تنسحب
وتغوص اليد في الرمال الباردة
وتعود لمعانقة اليد الاخرى

؛,,,؛

ولا زلنا في صمتنا
اختلست نظرة اليها
فوجدت عيناها صوب البحر
والحيرة تملأ وجهها
وكانها ترى امامها المجهول
أو .. كأنها تحاول
أن تقرأ ما وراء الأفق
اختلست نظرة أخرى
يبدو أنها أحست بي
فالتقت العيون
وتصافحت النظرات
وعلت محياها ابتسامة
ما شاهدت أروع منها
ثم كسرت حاجز الصمت
وتحركت شفتاها
بهمس
وقالت تسالني
سؤالا .. دب في قلبي دبيبا
وملأه بالعجب والحيرة
من انا ,, ؟؟؟!!
يا للهول
من انتِ
فقلت موجها كلامي للبحر
أو للنجمة الكبيرة
ألا تعرفين من انتِ !!
فهزت رِسها يمنة ويسرة
فعدت أنظر للبحر
وقلت : من أنتِ !!
انتِ .. نجمة تسيدت النجوم
انتِ .. البدر لا تحجبه الغيوم
.. النور لا توقفه الظلوم
.. نسمات الريا .. تهبين
.. نفحات الطيب .. تنثرين
.. ملاك على الارض .. تسيرين
من أنتِ
أنتِ.. عمرا فوق الأعمار
لا يكفيكِ
أنتِ .. أرواحا إن امتزجت ..
لا توفيك
من أنت
أنتِ .. الساحل في بحر حياتي
.. الشاطئ ان رسا العمر
.. الفلك في سمائي يدور
.. مساحات العقل والتفكير
.. فراغات الفكر والتذكير

فألقت الي بنظرات
تنبع بهجة
ووجها بإطلالة بشوشة
والبسمة تزين ثغرها
وهمست بنعومة
حبيبي
من عمرك .. أستمد عمري
من حياتك .. تستمر حياتي
من روحك .. تحيا روحي
أنتَ النسيم .. فلا اتنفس غيرك
أنتَ الهواء .. فلا يحييني غيرك
النور .. فلا ارى بدونك
السعادة .. فلا احساس الا بك
الضياء .. فلا استنير بغيرك
حبي .. فلا اعشق الا انت
عشقي .. فلا أغرم الا بك
غرامي .. فلا أوجد الا منك
الوجد .. فلا أوله الا معك
أنتَ الوله ..
فلا حياة لي
ولا عمر لي
ولا روح لي
ولا كيان لي
ولا وجود لي
الا معك
لأني ببساطة شديدة
أحبك
أحبك
أحبك

وكفى

\
/
يحيى مراد /