(نصف صورة)
التهمت النيران كل شئ في غرفته.
لم يُجْدِ استدعاء فرق الإطفاء في إنقاذ ولو جزء بسيط .
تجوّل في الغرفةِ يبحث بين خرابها،
بقايا نصف صورةٍ جلبتْ انتباهه
حاول أن يفهم تفاصيلها ،ذكراها، زمنها، وجوهها.
قلب النصف لعله يجد هامشا ما يفسر اللقطةَ
دحاها في جيبه لعل يوما يستعيد فيه الذاكرةَ التي كأنها احترقت هي الأخرى.
رن جرس الهاتف في جيبهِ كان صوتاً أنثوياً ساحراً
هل لازلت حيا و صاحياً ؟
الحمد لله على السلامة.
أين ترقد هذه الليلة؟
سأختار غرفةً في فندق...
هل تملك هوية ؟
فأنا متاكدةٌ أنها أُحتقرت .
ألا يكفي أنني كاتبٌ معروفٌ في المدينة؟
لاتجرب حظك. فرجال الأمن لايعرفون أو لا يقدرون من تكون.
إنها نفس المدينة التي اغتالت كل أفراد أسرتك.
سأنام بين الحطام.
ولم؟
جرب أن تنام إلى جواري
لكني حتى اللحظة لا أعرف من تكونِ.
هل هو الجفاء أم الحريق ؟ التهمَ كل شئ.
كأن الجملة الأخيرة أيقظت ذاكرةً احترقت
أخرج نصف الصورة تمعن في التفاصيل، مسحها بكفه
رفعها إلى الضوء الذي يصارع الظلام
وأجهش في البكاء عندما رأى العينين