تدلَّتْ غصونُ الحنينِ على ضلوعِ الأنينِ، بملامحَ يابسة شفَّتها رياحُ الخريف،
وزنابقُ العمرِ تئنُّ على ضفافِ اليقينِ وفيضِ الظُّنونِ.
من خيوط الصَّمتِ نسجتُ رداءَ الغروب، وبالدَّمعِ دثَّرتُ غيابي،
ونثرتُ خُطايَ للضَّبابِ وللسَّرابِ، لَمْ أتعلَّم العومَ في جمرِ الضَّياعِ؛
بل أوغلتُ في الغرقِ حدَّ الاحتراقِ،
وكتمتُ أنفاسَ الشِّراعِ، وكسرتُ أقدامَ الموجِ والمجدافِ ،
ليتلاشى صوتي في المدى، ولا يرتدُّ إلىَّ ظلِّي مع الصَّدى.
حيثُ الـ "أنا" لا تعرفُ غايتها ولا عذرَ لها في غيِّها وغربتها؛
جفَّت أحداقُ الغيمِ من فرطِ النَّحيبِ، وللآه في الصَّدرِصهيلٌ وصليلٌ.
شجيٌّ هو الوقتُ؛ يتلعثمُ على ثغري حين يثرثرُ،
ويُناغي في حنجرتي حين يعبثُ وحين يصمتُ،
يختبئُ في جيب صبري ليبكي، وفي حقيبة وجهي ليضحك.
كيفَ يكون الجسدُ مصلوبًا على غُصنِ الحظِّ
والرُّوحُ مشدودةً إلى ساقِ العمرِ بوثاقِ القدرِ؟!
أهو الخريفُ يرمقني بعينِ الأسى والبؤسِ؟!