بَعْدَمَا احْتَلَّ الجُدرَانَ الأَربَعَةَ في قلبي
وسَقفًا نديًّا يرشحُ بصدقِ مشاعري
مَاتَ قَبلَ ولادتي بينَ يَديهِ
لَكِنَّهُ ما زَالَ يَأتيني كُلَّ يومٍ كشبحٍ تموزيّ
من زمنٍ عَشْتاريّ
يحملُ أشواقَهُ
حَفْنَةَ اِنتصاراتٍ
يسألُ بُرُودَةَ أنفاسي
سريراً مُريحًا لهزيمتِهِ
يتقافَزُ عليهِ أطفالُ الشَّمسِ
وَارْتِعَاشَةُ أطرافي ...
دفئًا في وسادةٍ
يُثَرثِرُ قُطنُها بأساطيرِ الأحلام.
أحاسيس مغتربة
ينتابني إحساسٌ غريبٌ
شَبِيهٌ بالعطفِ
على ملامحَ بلا عينين
اِرتَشَفَتْ جُرعاتٍ هائلةً
من أنينِ جَوارحَ بَكَتْ قيظَها
أنهارًا متدفقةً من أمواجِ العذاب
تُطَهِّرُ بحورَ الكونِ من طَعمِ المِلحِ
إحساسٌ شرَّدني في وَحشَةِ صحراءٍ
تعيشُ سُباتَ الأحلامِ
كجثةٍ هامدةٍ
أُواسي بُكْمَ اليَمَام !!
خِدر الضوء
بُرُودَةٌ تسربَتْ إلى مَسامي
كخَدَرِ ضَوءٍ حزين
حين تُشرُفُ الشَّمسُ
على المَغْيبِ
فَاهْتَزَّتْ كأسُ الوجعِ
على شفاهِ الذّكرى
جرحُ الصَّمتِ
في حنجرةِ الوجدان
ترقرقَ النَّزفُ في قلبي
مَنَحتهُ ابْتِسَامَةً بِحَجمِ مدى
قُلتُ :
حان الآن وَقتُ صَلاتي
وأدرتُ قلبي لصهيلِ نداءٍ
يستجدي الرأفةَ في أعماقي
تعكزتُ على قدمينِ مُتَرنِحتيْن
وقفتُ كَنَجمةٍ ألتقطُ أنفاسَ الضوء
ثُمَّ مشيتُ كصَنَمٍ ثَلجِيٍّ
خَرَجتُ
وقَفَلتُ بابَ الحنينِ ورائي
وأطفأت الشمس