
إن أردت إن تعرف فكر ذلك المجتمع تطلع إلى مجالسهم فستختصر عليك المسافة وستتعرف على شخصية ذلك المجتمع بواقعه .
ليس غريب على مجلس الشورى أن يغرد خارج السرب فلقد تعودنا منه ذلك فهو أما مصاب بانفصام بالشخصية أو ما زال مجلس مراهق لم يستوعب بعد عظم المسئولية الملقاة على عاتقه .
هناك كثير من القضايا الهامة التي تمس حياة المواطن كتلاعب التجار بالأسعار وارتفاعها الغير المبرر وعدم وجود آلية تضبط ذلك التلاعب وأصبح المواطن يئن من مطرقة جشعهم الذين لا يهمهم وطن ولا مواطن سوى مصالحهم الخاصة ومنافعهم التي تعود عليهم بالربح حتى غرد كثير من المواطنين بحملة عبر التواصل الاجتماعي "بأن الراتب لا يكفي" لعل هذا المجلس (يحس على دمه ويتحرك) ألا إن مجلسنا الموقر كالعادة يغرد خارج السرب فهو منبطح انبطاحـًا خطيرًا فهو مشغول ومهتم بمناقشة (شروط قنوات الإف ام(fm بل أخذ أكثر اهتمامــًا بكيفية تفكيك القبيلة لا أدري هل هم يعيشون معنا بهذا الوطن أم إنهم يعيشون بكوكب "كيبلر" الذي تم اكتشافه مسبقــــًا ..!
وهل نحن اشتكينا لهم عن أصولنا حتى يفتتونها فهم يدسون أنوفهم بنسيج المجتمع ويعبثون "بأيدلوجيته" وتركيبته فأن كانوا يرون إن القبيلة خطر على المجتمع وسبب فساده فل يتعلموا من أبجديات التاريخ كيف حررت القبائل الأندلس وبنت الحضارات فالفساد ليس في القبيلة بل بعقولهم الخربة من الشعوبيين الذي أصبحت القبيلة عقدة لهم قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)..!
فلما نرمي أوزارنا على تركيبتنا الاجتماعية ألم تكن تلك التركيبة تعيش بأزمنة سابقة فسطر لها التاريخ نور من نور ولماذا لا يناقش مجلس الشورى الفساد المستشري في البلد ويحاسب المسئولين وتكون لهم الشجاعة كشجاعة صفاء الهاشم في مجلس الأمة الكويتي رغم اختلافي معها بفكرها ألا إنها لديها روح فهي تدافع عن وطنها من زاوية تؤمن فيها .
ما أكثر مشاكلنا ولكنكم لا تهتمون ألا بالقشور فالوطن يا سادة لا يحتاج إلى مجاملات ولا إلى مصالح ونفاق وبناء علاقات خلف الكواليس الوطن ينتظر منا الإخلاص والوفاء حتى ينعم هذا الشعب برفاهية العيش وهذا حلم كل مواطن وهدف يسعى له .