(
في فمي ماء...

عبارة كثيرا ما نرددها ، عندما لا نستطيع أن نصرح بشيء علانية !!
أما مصدرها ، فهو بيتٌ شعريٌ قديم يقول :
[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
قالـتِ الضفـدع قـولاً=رددّتــهُ الحكـمـاء :
في فمـي مـاءٌ وهـل=ينطق مَنْ في فيهِ ماء ؟! [/poem]
)
وأنا أقول :
في فمي ماء ..
حين أرى الحرف يسير نحو الهاوية ،
و الأدب الحق يتوارى خلف أفق الغواية ..!
وشياطين الأخلاق يرفعون في الأفق الراية ...!
ويتخذون الأدب مذهبا لتمرير تفاهاتهم بل و غاية...!
ورواد الصنعة الكتابية .. يصمتون ..
وكأن أدبهم لا يحمل مشاعل الهداية..!
في فمي ماء...
حين تمتد يدي لأرفف المكتبات ,وأنا أقدم يدا وأؤخر أخرى ،
ماذا أتناول وأنتقي ، غير رواية تفوح منها رائحة الرذيلة ،
وأخرى تبيع وهم الخميلة، مغلفة بزخرف القول فنونا ،
و صنائع السوء صورة و فنونا...؟؟!
في فمي ماء ....
وأنا أتفكر في الهاوية التي سيق لها الأدب سوقا ،
حتى أتخمنا غثه و السمين ، فلم نعد نرى سوى السوء الدفين...,
في فمي ماء ...
هل هذا سوء أدب ، أم أدب السوء ؟!
هل هذا قلة الأدب أم أدب القلة؟
هل هذه فتنة الأدب أم أدب الفتنة ؟
هل هذا سخف الأدب أم أدب السخف؟
هل هذا زيف الأدب أم أدب الزيف ؟
هل هؤلاء أدباء أم مسوخ أدباء؟
في فمي ماء ...
أشياؤنا تنحدر للهاوية ، فهل أدبنا كذلك؟
طالنا الضعف في غيرما جانب ،فهل طال الضعف كذلك أدبنا,
و المفردة و الحرف ، حتى لم يجد البعض ما يتناوله في طروحه...
سوى الأدب الرخيص المبتذل الذي يباع في أسواق كساد الأخلاق
، وإن جازت التسمية أدب السوء؟
ولتعذروني ، في فمي ماء!