أنا لــن أسقــط
مهما تكرر هذا المشهد في أحلامي السريعة والمرعبة كـفيلم قصير دونما فواصل
"ينسل حذائي من قدمي وأنا أمشي ، يطير وشاحي من رأسي وينتشل شعري بـفتنة تصيبني بالخزي "
في الممر ذاته : لا أمشي سريعاً كـعادتي،
على الرغم من أنني لست كـغيري ممن يحبون تبادل الأحاديث والأخبار و النمائم في الأماكن المأهولة بالكثير من الدهشات التي تأتي تباعاً
وربما مصادفة على أكثر احتمال ،
ما أعرفه جيداً ، أن هُناك ثمة سر يُسمّر شُعوري ، وأصاب بغجرية التيهان .
فكلما اختلست الأشياء النظر إليّ كـذنب ، أشعر بحموضة الأفكار تصيب أسنان مخيلتي بحساسية مزمنة ، فكل فكرة تعبرها أخلعها سريعاً
لأنني أعتقد بأن ثمة طائش آخر يحتاجها في هذا الوقت بالذات أكثر مني .
- أبحث عما يُعيد اتزاني ،
الممرات الطويلة ، دوماً ما تمنحنا الوقت والفرصة على الاستعداد لما نود أن نقوم به حيثما نصل ،
يحدث ان أكتب رسالة طويلة في هذا الممر ، يحدث أن أمحوها أيضاً
فلا عجب أن أكتبك نصاً وأنا امشي ، لكن ما لم يحدث قُبلاً ، أن أدرب نفسي جادة على ما سأقوله فور أن أصل
دون أن يشعر أحد المارة بأنك تتهافت إلى داخلي سراً .
تستحم في لساني الأحاديث ، ترتدي ملابسها ، وتفتح باب فمي كلما طرقه طارق ،
وعجبي أنها تخرج ولا تخرج .
فـ تتجاذبني الإتجاهات
-أيما يكون حدسي، وجدته وحده إلا من عالم رتيب ، وعالمي على التواتر
نلتقي ، كـ العائدين للتو من المنفى ،
كل منا يبحث عن وطنه خلف نظارة شمسية
ولا نتحدث .
نتسّمر أمام النبض الذي يعبرنا دونما إنتظام
كل الكلمات التي أعددتها طوال ذاك الممر تعود إلى فمي مجدداً ولكن بعباءاتها الطويلة ،
كفتيات حاولن الطيش لمرة واحدة فقط وعدن تائبات قبل أن يذنبن .
لم أكن أود أن أخذل حدسك ، فمهما كان الخذلان قاسياً لن يكن كذلك حينما ينسى أحدنا أمانياتنا المشتركة ، و ليكمن التيه هُنا في :
-من خذل الأخر ، ولما ؟
وعلينا أن نُدرك " عند الله لا تموت الأمنيات ولكن تكبر ، تستطير ، أو تغير وجهتها شطر قلب أخر "
والشمس لم تك لتغرب .
بدأت أشعر أنني أسقط كـما في الحلم المتكرر ،
وتذكرت وشاحي وهو يطير ،
وحذائي وهو ينسل من قدمي ..
_تمت_