يوم اشتريت حياتي معك : أرقت دمي !
ـــــــ
تركت خلفي أطفالا لم يكبروا حتى اليوم وهم ينتظرون أن تحنّ عليهم الاجابات وترحم الأسئلة في عيونهم ..
الأسئلة التي زرعتُها في أعينهم ولم تكن بحجم مشاعرهم ولا إدراكهم !
ماذا فعلتَ أكثر من أنك أثثت الحزن فيّ ، أهديتني الربيع زائفا ومنمقا ومصابا بالذعر ! لم تسبق أقدامه الخضراء ايلول الذي يسكنني منذ زمن ، لكنك لم ترى سوى مافعلته لأجلي وبقيت تحصي عطاياك التي سخيت بها ولم ترى بالمقابل العمر الذي أهديتُه إليك دون شرط تحت أقدامك .......
قسوت ، وتعنت ، وتكبرت وبدأت بعدّ حبات المطر التي لاتجيء شتاءا كاملا خاليا من التلكؤ !
كنت تحمّلني بالمقابل تبعات سخاءك وترى أنني لم أصل مراتبك بالهبات وتصر على اقحامي في تفاصيل لم تكن لي ..
كل شيء جاء مفصلا كما تشتهي أنت ولا يليق بيّ ، ولم يكن مهما ان يناسب الحذاء قدم السندريلا كنت سترغم القدم على الانصياع والمضي حيث ترى لها
وتقرر أنه جدُّ مناسب لأنك فقط "رأيت أنه كذلك" ، لم أرغب بالخوض في هذا ، غير أنك نكأت جرحا تحاشيته وإذ بي الجرح ذاته !
أتذكر هذا القول الذي سدد لقلبي يوماً (انت واحدة ولكنك أكثر منهم .. هم الكثرة المتناسخة في واحد وانت الواحدة بصيغة الجمع .. ثقي ياسيدة النقاء بأن الحالة يتعذر أن تدوم للأبد وان الغد سيكون افضل بكثير من اليوم )
لكني لم أعد الكثيرة إلا بأوجاعي التي تتناسخ عن بعضها وتمعن في التماهي والتيه !
كثيرة سهامك التي أصابت الحلم وتركته في وهن .. لم تعطِ الأحلام حتى فرصة المراودة كانت فقط تمر كهزائم ويقين يدفع كل منهما الآخر
يقين بأنها لن تكتمل ! وأنها ستظل حبيسة الألف ليلة وليلة إلا إذا ..
تفوقتُ على حمى الهواجس وأطلقت لقلبي عنان اتخاذ القرار من جديد دون خوف أو تردد كما فعلتها في السابق : رغم خطيئة من حولي رغم نقائي فلم يكن هناك كأي معادلة عادلة : طرفان متعادلان أو حتى خاسر أحدهما .. بل كانت كلها طرف واحد ، يعتصر المتبقي في صدري ويثبت أنني الخاسر الوحيد في معادلة لم تكتمل الا بالمتفرجين من أصحاب القيد والتقاليد والشرقية المجحفة!
هكذا تكون الأنثى في ديارنا ليست مخيره بحجم ماهي مخدوعة ، تُزيَّن لها المذابح حتى تأتي طائعة وهي تزهو بأجمل ما تستطيع ونواياها الطفلة تسبقها و تغني أناشيد الزفاف وتنثر الورد امامها !!
....
كلنا مسيج بقدر .. حياتي معبأه ونوافذي مغلقه لاينفع معها الطرق !
لكني يوم قبلت بك حاولت إغلاق ذاكرتي بالشمع الأحمر تفاديا للقلق ، وأنت أتقنت سكب مروءتك أمامي وتضحياتك التي لا ينكرها (عمرك الماضي) لكن أيامي معك حولتك لمدان لا أكثر!
آنت مدين لي بحرماني من طفليّ مدين لي بحريتي بروحي التي تركتها في القيد والانتظار ، مدين لي بالحب الذي أقسمت عليه ، مدين لي بالايام التي اتفقنا على تحويلها لأقمار لا تضمحل ، مدين لي بكرامتي ، مدين لي بصدقي ، مدين لي بإخلاصي ، مدين لي بوسادتي التي امتلأت بالأشباح !
أنت مدين لي بالأطفال الذين يسكنون دمي ، ولم تمنحني حتى سببا للمضي معك ، تريدني أنثى خرافية العطاء ، ... بالمجان ، أنثى تملك قلباً فقط يهب ولا ينتظر المزيد...
أنثى لاتملك لساناً وتعصب عينيها حين تأمرُ بذلك ، أنثى الصعاب التي تتكيء عليها وأنت تطرب لأزيز أضلعها وقد ابتلعَت لسانها علك تُظهر القليل من التنازل والتقدير والرحمة ...
و.... دون جدوى !
مازلت تطالب بالمزيد ، وتعلّق الأخطاء عليها بزهوك المعهود ، وتطلق الأحكام وكأن لك الحق المطلق في ذلك !
من وهبك حق الحكم على عباد الله ياهذا ؟
من نزهك عن أخطاءك التي تملأ دمك حتى تحاسب غيرك بهذه الثقة بنزاهتك التي تدّعي ؟
لا يكفي أن يكون هناك شاهدا على أخطاءك حتى تصنف خطّاءا يكفي أن \ الله ثم قلب أنثاك \ يعلمان ، يكفي أن تتصف بهذا القدر من الغدر حتى تسقط في شر نواياك أمام قلبي على أقل تقدير ..
يكفي أن كل الحب الذي يسكنني تحول لأسى وتخاذل بفضل كفك المعطاءه التي لاتعرف التوقف ، يكفي أنك تصر على تذكر كل وردة مددت بها لي وأنا لا أذكر حتى لحظات قسوتك بتفاصيلها ..
:
انت الآن حزنا غائما لا معالم له سوى أنك خيبت آمالا كثيرة بنيت على أكتاف الود لديك ، وتفننت في صفع وجه النزاهة والنوايا الطيبة التي سبقتني إليك .. ومازلت : تملأ المسرح أمامي بالأبطال المغدورين وترمي بهم في مكب الذكريات وتمضي بقسوتك وتقول ببساطة: الزمن كفيل بالنسيان ، أنت لاتتوقف على تراب أحدهم لتعيد حتى ذكرى جميلة جمعتكم سوياً ، بل ببساطة تمضي وتشيح بوجهك عن كل طريق يوصلك إليه وكلها أيام قلائل وكأن روحاً لم تكن !
يا ألله من أين لك كل هذا الجبروت وسيادة الحب التي لا يقف في وجهها " إ ن س ا ن " إلا وقد اكتوى والتاع وانهزم عمراً ، كيف تفعل هذا؟ رغم "العِشره" التي لا تهون ! رغم كل الايام التي تمتصها بدون رحمه من "دم أبطالك" وترمي بهم بعدها في الأزقة المظلمة والبعيدة ليواجهون الموت البطيء والنسيان دونما عناء التفكير حتى!
تعلم أني لا أحاسبك بشيء بقي حبيس صدرك ، لكني أتألم لانك تتأرجح أمامي وأنت تردد :الدنيا لاتقف عليك ياريم .. [الأيام تمشي والوقت ينسي] !!
ماذا تريد ؟
هل تريد أن يكون أيضا القرار قراري أنا بالإنسحاب حتى تبرئ ذاتك أمام الكبار ( يا نزيه )
عارف ؟ أنا لا ألومك ... ألوم (البطن) الذي سقاك هذا القدر من الفظاظه والقسوة وعدم التسامح !
سأقف هنا عند الحد المسموح من البوح ... ..
حتى لا أدخل في نطاق التجريح غير المستساغ من أنثى مثلي لاتقبل على قلبها إفشاء أعمق من هذا .. لكنك كثير جدا ولم أطرق منك سوى نوافذك التي تظهر للمارين أمامك ... سأحتفظ بالباقي من أجلنا ياشقيق الألم .. ويارفيق درب لم تترك له الخيار بأن يكتمل
الأيام لاتفعل إلا أحد أمرين : إما أن تبين لك أنك مخطئ في حق الآخرين ، وإما أن تثبت هزيمتك فيهم
و يبدو أن الحكم لن يكون صعباً هذه المرة أيضا طالما ستستمر الهزائم !
december 7 - 2009