
تقفز و تلهو فرحة ب فستانها الملون ، تبدو جميلة جدا ، أضفت نعومة فارهة إلى فستانها الناعم أصلاً ف أكسبته رونقاً مميزا ، سرقتني من نفسي ، تأملتها كثيراً ، شرعت ب تضييق زوايا عيني في محاولة ل الرؤية ب وضوح أكثر ، و في غمرة ذلك .! يا إلهي .. ما هذا .؟! فستانها مرقع .! إقتربت منها ، تحسست أجزاء فستانها ، رقع .! ما أكثر الرقع التي حواها هذا الفستان ، قد أكون أكثر دقة إن قلت ب أن هذا الفستان كون أساسا من رقع .! لا شك بـ أن من خاط هذه الرقع محولا إياها فستاناً تزهو به فتاة جميلة غضة ، لا شك ب أنه خياط ماهر ، حتما ليست سوى أنثى جعلت منها التجربة وظروف الحياة إمرأة تحسن كل الحرف و تجيدها ، هذه الأنثى ذات المهارات المتعددة المصقولة ب عناية هي حتماً و بـ لا شك ، أمها .!
فستان مرقع و فرحة عظيمة ؟!! ربما كمن السر في هذا الفستان المصنوع بـ حذق ٍِ بِ كفي والدتها ، أو ربما كانت الطفولة هي سر الفرحة التي تغمرها .. بل ربما كانت السماء ترقبها ب سكونٍ و تفيض عليها من الفرح ب قدر اتساعها .. يــ اااهـ ، أتراني س أفرح لو حاكت لي أمي فستاناً مرقعاً كـ هذا .؟ و هل تراني أرتدي رقعاً كـ هذه حقاً ؟! لن أقول هل أعود طفلة ، قطعاً لن أستحيل طفلة و لكن ، ماذا لو دللتني أمي كثيراً ، ماذا لو عادت ل تصفف شعري كما كانت تفعل في الماضي و أنا أبكي وأتذمر لا تعقدي جدائلي ، لا تعجبني هذه الطريقة ، أكره تلك الضفائر ! ماذا لو أطعمتني و هدهدتني قبيل نومي و هي تحكي لي قصة قصيره مختلقة من بنات أفكارها بطلتها أنا و رفيقي من تتمناه رفيقاً ل دربي ل آخر عمري .؟ ماذا لو ساعدتني في انتقاء ملابسي و وضع قلادتي ، ماذا لو عدت ل أتمرغ في حضنها و أنعم ب حنانها ، هل تراني س أفرح كـ هذه الطفلة ؟!
أعلم .! لن يحصل كل ذلك ، مضى الكثير من عمري آخذاً معه طفولتي ، و ما أنعم به الآن حنان أمومة من نوعٍ آخر يليق ب أنثى ناضجة مهيأة ل تكون أما ل طفل كبير و صغارٍ آخرين ..
على كل ما الذي يفرح هذه الطفلة سوى انعدام المسؤولية و الهموم ، و لا إدارك ل الحقيقة / الحياة / الألم .!
يا إلهي ، ما الذي دهاني ، ليست سوى طفلة لم تنعم ب شيء من الحياة ، حتى فستانها مرقع ، لا لا لن أستكثر عليها الفرح ، هي لا تستحق سواه ، لن أستكثره عليها .!
دون شعور وجدتني أحملق في رقعة تمركزت عند طرف الفستان ، تبسمت ، سقطت دمعة ، حدقت الصغيرة فيَّ ب استغراب ، ضممتها إليّ ، شهقت ، تساقطت الدموع تترا ، أطلقتها ذاهلة من أمري ، و أنا أردد أتمنى لك الفرح مؤبداً .!
حاولت كثيرا ألا أدع مجالا ل دموعي أن تنسكب ، و حاولت مرارا أيضاً أن أقوم اعوجاج عاطفتي ، حاولت كثيرا جدا إلا أنها ما استجابت لي و ما استقامت .!
قابل ل النقد حتماً .!