
لـَن تقوَمـ قيامة الليل حتى يبكي القمر ببلورات الثلج على أعتاب الطريق ..
ولن تهدأ أنسام الهواء حتى تذبل زهرات اللافندر وترقد على بساط الأرض ..
بريق المرآيا الكاذبة يرسم في مخيلتي أفكاراً غريبة ..
توحي لي بأن الكون مازال ساكناً يعزف سيمفونيات لا موجات لها ..
حينها تتوقف الحيـآة .. وتهنأ الأرواح الميتة بنومـة هادئة لا ضجيج لأهل الأرض فيها ..
اشششش ..
فمـا زال هنـآك روح حديثة الوصول للمقبرة ..
لا تثيروا فزعها .. فهي تشعر بأنها غريبة عن هذا المكآن ..
فالترقدي ياروح بسلام ..
دعني أخبرك ..
صدقني ... لا فائدة ترجـى من الهرب ..
لقد حآن وقت إزالة الأقنعه .. فالحفلة التنكريـة قد انتهى وقتها منذ أمـد ..
وبات الآن وقت ظهور الملامح الفاسدة..
التي طالـما تخبأت تحت بياض القناع المزيف ..
تتلألأ تحت أضواء المدينة الصاخبة لتوهمني بأنها طاهرة كالزجاج ..
بيد أنها ملطخة بدماء ضحاياها ..
لطالما غفوت على سحابات الخيال الحائرة ..
أذكر حينها أنني قد لامست خيوط الزبرجد في أراضي الملوك ..
فوجدتها أشـبه بحبال المشنقـة ..
لا حيـاة فيها .. بل هي الموت بعينه ..
فعلمت حينها بأن أطياف السعادة..ليست فيمـا نسعى لـه خلف نداء الشيطان ..
بل إنها مسـار صعب .. لن يصل له إلا من أبلى حسناً ..
من ياترى سيوقف قرع ناقوس الهاوية اللعينة ..
فطنينها يهــــــز جناني كالأوراق البالية حين تعبث بها الريآح ..
ألم تكتفي البشرية من صرخآت الأسرى ؟
أم مازالت تحتاج إلى المزيـد من المهانة التي أردت بحال الضعفاء ..؟
صدقوني ليس للعبارات حائط يوقف ثورتها ..
لذلك سوف تبعثر نفسها بحيث لا يفهمها أحد ..
كل ماتسعى إليـه أن تلامـس الملجأ الذي ستغفو فيـه ..
أظنها ستكمل سعيها .. فليبارك المولى خطواتها ..
كم أحتاج إلى احتساء كوب من القهوة على أشعة الشمس الذهبية ..
ولكن يبدو أن عقارب الساعة توقفت عند الثانية عشر ليلاً ...
مما يوحي إلي بأن الليل سيخيم على منزلي طويلاً ..
لا يهم .. فمـا زلت أحتفظ بالمزيد من الساعات ..
أين كنت ؟
تذكرت ..
أشعر دائما بأن قمة العـار أن تجد من تهرب منـه يأتي إليك ..
بل تجده يفتح أبوابـه لك وأنت تحاول إغلاقـها ..
بل يهديـك إحسـانه وتبادله بالسوء ..
عجبـاً ..!!!
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟!
عبثاً أحاول تشكيل صورة واضحة لأفكاري المتراميــة ..
ولكن مازالت أجزاء الصورة ضائعة ..
من المحتمل أن أكون ألقيت بها في ساحة منزلنـا حين كنت ألهو ..
أو علقت في حقيبة صديقتي ونحن نتجاذب أطراف الحديث ..
أو ألقتها أمي في سلة المهملات ...
ولكن حتماً سأجد من يملك حساً مختلفاً
ليكمل لي تلك اللوحـة دون أجزائها الضائعة ..
ويعيد تشكيل خربشات الألوان ..
وتنظيـم الزوايــا المبعثرة فيها ..
كم أحترق شوقاً لذلك اليوم ..
حين تمتليء الدنيا برائحة الياسميـن ..
مما لا شك فيه أني سأملأ الطرقات بشذى أكاليل زهور الجبال الباردة ..
سيكون يومـاً حافلاً بالمفآجات ..
وسأكتفي الآن بالانتظـار ..
فالتغفو روحي على جنبات العسجد الملطخ بالمسك الأبيض ..
حتى يحيـن موعدنا المجهول !!!!
عذراً على خربشاتي ..
ولكن جعلت لي زاوية ملأها الجنون ..
أظهر فيها أفكاري كما هي دون تحوير أو تزوير ..
ورجــــــــــائي أن تلقــــــــــــى حـــــــــــــروفي صــــداهـــــــــــا
إذا
" قلت مـــــــ
ــــــــا بي "
سأعود ..