
أولاريو كوزمين : غادر بعد أن كتب التاريخ!
- في الحياة أمور تخنقك , تُحزِنك , تبعث لك برسالة ألم , تبكيك , تقتلك. وفي الأمل صبر , وعزمٌ جديد , وهمّةٌ واعية , وقدرٌ يأتي بالنجاح الدائم. والهلال أمل .. ووعي عالي الوضوح , وتفوّق جديد .. يريح من ينتسب له.
- لم يكُن تاريخ الوفاء والحب بحاجة لقرار إقالة , أو تعليم للإحترام , ووضع للحدود , والتغنّي في الأخير بمبدأ الوطنية. فقط كان هناك غيرة , وانتظار للحظة ربّما حانت قبل وقتها..!
- هناك أشخاص مؤثرين , لا تستطيع عندما تقرأهم أو تعيشهم أو تتعامل معهم إلا أن تبادلهم الوعي والتقدّم , وأولاريو كوزمين أحد هؤلاء الأشخاص , هذا الشخص معلّم , ومُربّي .. ليس فقط لمن يريد أن يتابع كرة قدم حقيقية , ولكن لمن يريد أن يتعلّم أيضاً كافّة أساسيّات الإحتراف الحقيقي والعمل الجاد المبني على أسس علميّة مدروسة !!
- أولاريو كوزمين وصل لدرجة تتعدّى أن يكون مدرّباً , إنّهُ الملك المهزوم! وهزيمته هذه لم تكُن نتيجة عادلة لعمله الكبير , وإنجازاته العظيمة , ووعيه المُتّقد , لقد كانت هزيمةً أشبه بالنصر , والعزّة , لقد كانت هزيمة أكبر من أن تفرح أعدائه , الباكين على أطلال الذكرى والخطط السيئة الدنيئة , الخالية من الحقيقة , والمتّشحة بالآمال السوداء.
- كنّا بحاجة لمثل هزّة كوزمين ! لنطرح الأسئلة المتكرّرة , والتي عادة لا تُعرض من خلال القنوات المطبلة للزمرة الخططية ! كنّا بحاجة لقرار إقالة كوزمين , لنعلم أن رياضتنا تسير وفق منهج علمي مدروس , وسهر دائم لخدمة الشعب من خلال هذا المجال , كنا بحاجة لمثل هذا القرار الواعي , الذي صدر من الرئاسة العامة لتعاسة الشباب !
- ربّما لا يعلم من أصدر القرار عن تبعاته! حتّى لو كان يعلم .. ما الفرق ؟! فالجاهل في نهاية الأمر يضر نفسه , والآخرين من حوله , حتّى وإن كان هناك متابعة , فالسلطة لا تعطى إلا للحكماء !
- لم يقبل كوزمين بتدريب المنتخب , ولم تقبل إدارة الهلال بذلك , ولم يقبل جمهور الهلال بذلك .. لذلك كان العقاب بهذه الطريقة , خصوصاً وأنّ القمع سياسة معروفة منذ القدم في الجزيرة العربية!
- ما زلت أريد أن أكتب , فالهلال يستحق , والإنجاز يستحق , وكوزمين والهلال والإنجاز ثلاثة وجوه لعملة واحدة!
- يقول كوزمين : من أنا حتى يتدخل الملك في عودتي ؟! وأنا أقول بأنّك يا كوزمين فجّرت الكلام المنسيّ , والأمور البائتة , والمسكوت عنه! فجّرت الأسئلة ورحلت , لم يبقى لنا سوى عريضة شكوى قديمة , مزّقها الآخر بكلمة ( عطني ... ) سيضيع الحق , لأنّ من يطالب به لا يملك سلطة , ولا يستطيع أن يطالب به.
- عيبٌ والله أن تُقرن الوطنيّة بقميص لا يساوي عشرة ريالات ! عيبٌ والله أن نتّخذ قرار يسيء لنا كسعوديّين .. عفواً هل قلت كسعوديّين ؟! ربّما لأنني تأثّرت بالأخلاق السعودية!
- هنيئاً للجبناء ... في كلّ أصقاع الأرض.
سرحان الزهراني
جدة