ألغاز ٌ .. ورموز
كلُّ ماتبقى لي من تلكَ الرحلةِ ..
- المتواصلةِ -
المترفةِ بالعبءِ والتعبِ
مازجتُ فيها اخضرارَ الحلمِ .. ويباسَ الواقعِ
وتنفّحتُ بشذا البسمةِ .. يُسابقهُ دخانُ الدمعةِ
أتلذذُ بسميرِ الشجنِ .. ويقلقني نديمُ الأملِ
أرض ٌ يباب ٌ
تلك ..
عوالمها الغموضُ .. وشُخوصها الضّباب
والحرثُ .. لايفتأ قُدما ً
كلّما فترت وشيجة ُ البذلِ .. شاجرتها العزيمة َ حرابُ اللومِ
تقضُّ مضجعها .. وتُشعلُ لواعجها
المتجدّدةَ .. بنزيفِ تلك الطعنةِ النجلاءِ بزندِ الطموح
وياللروح .. منها
كيف تُحيلُ النظراتِ والعبراتِ
من جانبِ الإنكسارِ .. إلى حضرةِ الكبرياء
وتستميلُ عروشَ الإنزواءِ / لتواطئَ حصيرَ القناعةِ
وتلزُّ شغافَ الهدوءِ .. نحوَ ضجيجِ التوجّد
تجاذبٌ .. وتنازعٌ
يكادُ يَذهبُ بالأنفاسِ
تضاكُّ زفراتٍ .. وتلاحقُ نبضاتٍ
وحبّاتُ عرقٍ .. تتهادى من جبينِ المُثُل
لتجفَّ .. ملحاً على خدِّ الأخلاق
فلا يستبينُ الغبشُ من الوضح
ولا الظّنُ من اليقين
ومابين لينٍ وصلادةٍ
لايأبه ُ الوقتُ بارتباك ِ المفاهيم
فما رسخَ قد رسخ ..
وما كانَ على شفا .. لايعذرهُ الطوفان
والأماني .. غواني
تُغري العقولَ الحالمةَ بالمزيد
والمزيدُ وراءهُ جديد
والجديدُ لابدّ أن يُخضّبَ دربَهُ دمُ الوريد
حتى تتصابى التنازلاتُ
"فإمّا مناً بعدُ .. وإمّا فداء"
والحربُ لاتضعُ أوزارها
رحلةٌ ..
خيالاتها تتراقصُ بخيلائها
طيوفها الوهنُ .. ولا غير
ومرافئُها الشقاءُ
بحرٌ سادرٌ بغيرِ أمانٍ
وحضنٌ دافئٌ بغيرِ حنان
ومابينَ وبين ..
مواكبُ تترا .. وفصولٌ عذرا
لم تطأها أقدامُ الحقيقةِ بعد
ولم تضاجها أبالسة ُ الفجور
مناوشاتٌ هي ..
ولكنّها .. لاتعترفُ بأنصافِ الحلول
إمّا البقاءُ .. وإمّا الفناء
غيرَ أنهما بعيدا المنالِ
وبينهما حدٌ يبتسمُ للتشوّهِ
وما أكثر ضحاياه !!
ضلالٌ كبيرٌ ..
لا للعودةِ .. ولا للمسير
أيُ عذابٍ ذاك ؟!
وأيُ فوضى تلك ؟!
وما السلوى للمعدمين ؟
تناحرٌ وتفاخرٌ .. وهمزٌ ولمزٌ
وزرافاتٌ على قارعة ِ الطرقِ
تستظّلُ بقَتام ِ الغيبةِ
وتقتاتُ بصديدِ النميمةِ
تجمعها أنصافُ مصالح ..
ويكسبُ من يقنَصُ
ويَبرح
زحامٌ لايهدأ
كدورانِ مغزلٍ / سيرتُهُ فقدت خطّة َ البداية
فلم تفقه حدودَ النهاية
تدورُ وتدور
شرنقةٌ تلتفُّ على خلدِ البصيرةِ
لتحيلُها مسخاً .. لايرى أبعدَ من قدميهِ
يستلهمُ البقاءَ من مساماتِ الحيرةِ
ويبقى ..
ويالِطول ِ حضانته !!
وتصطفّ الشرانقُ المبجّلةُ
لاتَحملُ بقدرِ ماتُحمل
تُقادُ في زُمرٍ تتلوها زُمر
والقافلةُ .. يغشاها سكونُ السذاجة
لتمّرَ بالجموع ..
فيشتعلُ التصفيقُ والصفيرُ
أحفاوةٌ هي ؟؟
لعلّها كذلك
والى متى ؟
يارعاةَ المستقبلِ الخديج
ومتى ؟
يارحلةَ َ العشق ِ النرجسي
أَمجالٌ للعودة ِ يبدو ؟
ربما ..
....
أعذرولي هلوستي
.
.
الخاطر "ياسر الغلابي"