عماك الغيّ
ظما الأحداق يتشظـى شـرار وينكشـف سـرك
قبل ما يفضحك مارد نسيـته بداخـل المصبـاح
قبل يمسح جليد اليابسة مـا بـان مـن سطـرك
تعرّى حبرك السـري وذابت هـــيبته وانـزاح
عبث توهم حروفي غصب تخالط خيريَ بشـرك
وتلوي ما كتب نبضي على راس الجحود وشـاح
وَهَم تستجدي الرحمـة وأنتـه شافعـك غـدرك
تصمّ آذانها عنّك ولـو كـان الرجـاء بصيـاح
تجدد كل شي في الكـون وأنتـه غايتـك قبـرك
غريبة تستغيث الحي وتوهـب خنجـرك أشبـاح
تسيّج حولـك أشباهـك ولفّـوا بالعتـم سـورك
أفلت وغابت الفرحة عنَ عِيونك ونجمـك طـاح
سوادٍ يستحثّ خطـاك وتستعجـل قضـا أمـرك
وخيطك للامل فاني قبل مـا تضـرب الاقـداح
شهق دربٍ عليه تمرّ وصاح الليل مـن صبـرك
وصرت الآثـم العابـد علـى محرابهـا صـدّاح
وهنت وشيمتك هانـت تخطـى حجمهـا وزرك
وصارت طبعك الغالب وأثر بك عظيـم جـراح
ظما يسكن عروقك لو جـرى بالعاطفـة نهـرك
تساقط نخلك الخـاوي مـع أول هبـوب ريـاح
وأنته لو عماك الغيّ واستعصـى علـى خيـرك
وصرت بدون ما تـدري بيـدّ المارقيـن سـلاح
ترى صبر الزمان أوسع من اللي ضاق به صدرك
حذاري تكون أحدوثة لفظهـا هـا الزمـان وراح
أبيك تعيد حِسباتـك تخفّـف مـن شقـا عمـرك
لأنك لو تدله سهـل طريـق الـودّ والإصـلاح
أخاف يخون بي صبري عليك وينقطـع عـذرك
وأشوفك بآخر دروبك كسيـر ولا نفعـك نـواح
لظى يلفح جبينـك لـو يلامـس واقعـك فكـرك
عرق لو تمسحه تنبت على جفنك رؤوس رمـاح
علي العائل