الحياةُ كرموشِ الحبْ
إنْ سَقطتْ رِمشَةٌ واحدة \ ماتتْ روحٌ عاشقة
وإن نُبتَتْ رموشٌ آخرى \ احييَتْ ارواحٌ تموت ...!
الساعةُ : 1 على عتباتِ الكونِ الماضي
ازرَعُ المجهول الذي تعلقمَ في روحٍ تبحثُ عن محيّاها المُترجمُ
من قِبَلِ الحُلُمْ ..,
ولأن الحُلُمْ هو ترجمَة الملامِحَ في غفوةٍ مؤقته
اذاً فالروحُ ايضا تُترجم من قِبَلِ الليْلِ المَودُوج ....!
دائماً ما اعشقُ التربّص بالليْل
الا انني ابحثُ عن عتمةٍ للصباح ولم أجد ,
لأن العصافير تهوى ان تُغرّدَ في خيطِ الشروق المبتسم .,
وحتى حبيبتي تعشقُ أن تَخلُقَ بؤبؤةٍ لها في الشروق كي اُغمضها
ليلا وافتحُها نهاراً ,, !!
اتى إليّ عابرٌ موقّرٌ
شفتيهِ كإنشطارُ البدرِ في غسقِ السماء
فقال :
الارواحُ تستطيع ان تحملَ الكونُ بأنامِلها
تستطيع ان تعبَثْ بالبَحْرِِ والسّماء
تستطيعُ ان تعبث بالزمنِ ووقوفه
وتستطيع ان تعبثَ بالارواحِ وهي نائمَه .!
ولكن لاتستطيع العبث بالحبّ وهو فائقْ .!
دائماً مايكونُ الحب هو عرقلةُ الزمنِ الوحيدة في هذه الحياة !
لذلك عبثها صعبٌ \ كعبَثَ النادل لأرواحِ المقهى بالنبيذ .!
نزعتُ كائنيّتي
فرميتنِي خارجَ حدودِ الحياة
كي اُصبحَ بالفراغ
وأحمِلَ هذا الكونُ بأناملي,,
0
0
فحَمَلتهُ
الا انني توظأتُ قبل حَمْلي لهذا الكون
كي اتطهّر من دنسي ودنسُ الحب العظيم الذي توشّحني وشاحاً قاتلاً .!
ودنسُ انامل الارواح ,.!
رأيتُ انّ :
الكون ككرةٌ مفلطحة ولكنّها لاتتأرجح
لثقلِ الارواح العالقةُ بِها \ فهي لاتواكبُ عصورِهِ ابداً
حتى :
بحبها
بعشقها
بحزنها
بدموعِها
فالارواح لاتعشقُ كما تعشقُ السماءُ قمراً
لأنها لاتبصِرُ ابداً بالحب \ بل تُحب كي تحزن .!
وتدمَعُ كي تُغرِقَ الحياة !.
رأيت السّماء داخلِ هذا الكون
تُشبِه لفافُ ورقةٍ من انجيلِ السّماء الضائِعَه
عُرِجَ بهَا القدرُ الى السّماء الثامنه
ليَبْحَثُ عَنِ الكتاب ولم يَجِدَه , ذلكَ الكتاب المختبئ
عنْ انظار النجوم وشياطين السماوات به مفاتيحُ المطر .!
لذلك فغيومُ السّماء لاتستطيع الإلتِصَاقُ دائِماً
لفقدان تلك الورقة من هذا الكتاب .!.!!
رأيتُ نَادِلُ السّمَاوات
يُسقِي الرّاكِعُونَ للحبّ نبيذاً مُعَصْفَراً
بِهِ آياتٌ مَتليّة مِن تراتيلِ الحُزن
ودُخان المَقهى العَالِقْ .....,,
-مَساؤك دُخانٌ ايّها النادل ؟
--مَساؤكُ دخانٌ ياعرشَ الكون !
-هل مازلت الى الآن تعبثُ بالارواح ؟
--هِوايتي العبثُ بِهم .
-اذاً اسقني روحاً لأتذوق صُنعَ اناملك .., \ سأسْكِب شفتاي هنا وعند الانتهاء
سأبحثُ عن الروح في شفتاي .!
--ربما تعْلَقُ تلك الارواح في حنجرتك \\ فيخرج صوتُكَ عويلَ صراخِهِمْ
وفحيحُ اصدائِهم !
- لا بَأس \ فجميعُنا ارواحٌ تُشبِه الموت !!
-- اذاً عِندَ الانتهاء لاتغفلْ عَن شَفتيك \ رُبّما تُسرَقُ مع روحٍ عابرَه .!
- لاتخف , سأكُون هنا بعد العبث \ الى اللقاء .!
وعِندَ خروجي مِن ذلك النادل
رأيتُ رسّاماً بجوارِ السّماء الثانية
يَقوم بِمحَاولة اِخفاءٌ للزمن والحياة برسمةٍ رماديّة
ليلُها كنهَارها تشبهُ الرماد في صبغتها ,,
حتى النجوم اصبحَت تَهربُ مِن تلك السّماء
لأن الرسّام نسيَ لونٌ اسود على عين القمر .., ! ! !
ما ابشعُ هذا الكون بتجوّله وهو بين اناملي الآن
يُشعرني بثِقلِ اعمارِ تلك الارواح
واقطارُ السماواتِ
وبلل الامطار
وفصول الطرقات
وتربة المدن وترنّح الارصفة
وهباء العاشقين والعاشقات ..!
سأعود للحياة
وألتحِفُ كائنيّتِي
وأعُدّ الرّمُوش التي سَقَطتْ منها \ وكم مات من العشاق
وعن الرموش التي نُبِِتَتْ \ وكَمْ احييَ مِن الاموَاتْ ..,,, ..