موضوع قيم و هو لمسة لواقع مرير للأسف .
شكراً أخت نهار الجهني .
و في تقديري أن عمل المرأة أشبه بالضرورة فيُقدَّر بقدره.
و ربما تدخله الأحكام الشرعية الأربعة : الوجوب ، الإستحباب ، الحرمة ، الكراهة.
يوجد بعض النساء لا عائل لها و لديها القدرة على العمل في مجال يليق بعاداتها و تقاليدها و دينها .
فمن يقول أنها لا تعمل فقد نظر نظرة من يسبح في النهر لمن يتلظى في هجير الرمضاء متعجباً من احمرار وجهه و جفاف شفتيه.
المشكلة ليست في مبدأ عمل المرأة ؛ فأظن أن المجتمعات تغيرت نظرتها تجاه هذا الأمر .
المشكلة تكمن في إخلال بعض العاملات بواجبهن إما تجاه ازواجهن و إما تجاه أولادهن .
مع أني أحب أن أشير إلى أن الأصل في المرأة هو قول الله تعالى (و قرْنَ في بيوتكن و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى). و الواو هنا لا تعني ضم الوصفين لينتج الحكم عنهما مجتمعين و إنما تعني تعدد المناهي .
فإذا اتضح لنا أن هذا هو الأصل فحيئذٍ لا يحسن الخروج عنه إلا للضرورة أو ما يقاربها من معاني الإحتياج.
و الناظر في قول نبي الله للمرأة التي قالت يا رسول الله إني أحب الصلاة معك لما قال لها (صلاتك في مسجد قومك خيرٌ من صلاتك في مسجدي ، و صلاتك في بيتك خيرٌ من صلاتك في مسجد قومك ، و صلاتك في حجرتك خيرٌ من صلاتك في بيتك ، و صلاتك في مخدعك خيرٌ من صلاتك في حجرتك) يتضح له جلياً حرص الدين الإسلامي على حماية المرأة و ندبها على البقاء في بيتها حتى في الأمور التقربية التعبدية ناهيك عن الأمور الدنيوية .
سيما و أن الله تعالى لما حذّر آدم و زوجه حواء من إغواء الشيطان قال لهما ( لا يخرجنكما من الجنة فتشقى) (يخرجنكما) (فتشقى) و لم يقل (فتشقيا) ؛ خاطب الإثنين في التحذير ، و خاطب الواحد في فيما تترتب عليه طاعة إبليس .
ما يعني أن الكد و الهم و العمل و من واجبات الرجل و أن واجب المرأة أكبر من تحصيل لقمة العيش و رغده ، و هو بناء البيت و الأسرة و المجتمع بأسره ، فكانا متعادلين و ربما فاقت على الرجل.
لهذا : كان مبدأ عملُ المرأة خروجا عن الأصل فإن كان لضرورة فما عليها من بأس و إن كان لغير ذلك فعليها أن تنظر إلى (و قرن في بيوتكن) و تنظر أين هي من هذه الآية .
أمنياتي لك أنثى أن تكون في سترٍ و عافية و سلامة و رضا.