
وَ زَارَ المَوْتُ قَرْيَتَنا
وذَا حَزَنٌ بِمِلْءِ الكَوْنِ يَا أُمِّي
ذَرَفْنا دَمْعَنا الأَغْلَى وَ تُهْنا فِي فَيَافِي الفَقْدِ ، وَ الأَشْوَاقُ رَاحِلَةٌ ،
وَ بَعْضُ الحُبِّ قِنْدِيل ٌ ،
يُبَلِّغُنَا دُرُوبَ الصّبْرِ ، إِنْ شَطَّتْ بِنا الذّكْرَى !
لَقَدْ رَحَلُوا وَ لَمْ نَصْحَبْ سِوَى السّلْوى
فَلا جَزَع ٌ وَ لا سَخَط ٌ سَيَمْحَقُ بَعْضَ ذِي البَلْوَى
هُنَا جَدّي وَزَوْجَتُهُ وَكَوْكَبَةٌ مِنَ الأَطْهارِ ، مِثْلَ النّورِ مُنْبَثِق ٌيُعَبِّىءُ لَيْلَنا فَجْرَا
لَقَدْ رَحَلُوا غُدَاةَ العُمْرِ فِي أَلَقٍ ،
كَأَنَّ رَحِيلَهُمْ حُلُم ٌ وِ عِنْدَ الصُّبْحِ نَلْقَاهُمْ ،وَبَسْمَةُ ثَغْرِنا تَتْرَى ،
وَ حِينَ الصّحْوِ أَدْرَكْنا بِأَنَّ الحُلْمَ خَدَّاعٌ فَمَا عَادُوا وَ لا رَجَعُوا
وَقَدْ بُؤْنا بِخَيْبَةِ حُلْمِنا الكُبْرَى !
فَواهاً لِلْحُلُومِ غَدَتْ دَواءً بَلْسَماً سِحْرَا !!!
لَقَدْ رَحَلُوا وَ مَا زَالَتْ قُبورُهُمُ كِمِثْلِ الرّوْضَةِ الفَيْحا تَبُثُّ زُهُورَها عِطْرَا
لَهُمْ فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ عَبِير ٌ ، حُسْنُ تَذْكِرَةٍ ، يٌرافِقُنا مدى أيَامِنا /دَهْرا
لَنا فِي فَقْدِهِمْ جُرْح ٌ، مُصَاب ٌ يَسْرِقُ الأَفْراحَ وَ الأَرْواحَ غَافِيَة ٌ ،
أ كانتْ تَعْلَمُ الأمرا ؟؟!
لَنا فِي كُلِّ مَا نُبْدِي قُلُوبٌ تَنْزِفُ الأَحْزَانَ أَشْعَاراً ، فَيَثْعَبُ حَرْفَها بَحْرَا ،
يُطِيلُ اللّيْلَ آلاماً ، وَ دَمْعُ عُيونِنا دَفْقٌ لأَِنَّا بِالبُكا أَحْرَى
لَقَدْ مَاتُوا .... وَ بَطْنُ الأَرْضِ مَسْكَنُهُمْ ،
وَما مَاتَتْ طُيوفُهُمُ ، تُجَلِّيهَا نُجُومُ الشَّوْقِ وَ الشّعْرَى !
أَحَقًّا هَا هُنا مَاتُوا ؟!
وَ لَنْ نَلْقاهُمُ أَبَداً وَ لا الأَيَّامُ حَامِلَةٌ نَسِيمَ صَباحِهِمْ أُخْرَى
؟!
لَقَدْ مَاتُوا....