أي شيء من حولي يعود لي إلا أمُي
: لوقدر الله و قرأني أحداً بعد حديثي هذا , سيشفق علي , جداُ , سيتمنى أن يُصبح أمُي , أمي الجميلة والتي - أتمنى لو - تُحبني قليلاً , سيربتُ عَ سطري كثيراً وهو يشعر بالأسى الشديد لي , رُبما سيدعو الله أن يكون
لطيفاُ بي , أنا لاأريد أن أستنطق مشاعر الآخرين تجاهي بهذا الطريقة الرخيصه , هذا الكم الهائل من الحسرات اللعينه أطلقها بوجهك أنتي, أنتي فقط من يستطيع أن يقرأ كل هذا ولايعود للحياة مجدداُ لِيشفق عليّ وَ يُحبني!
أنا أفكر ولم يعد بوسعي أن أفعل شيئاً غيره ..أنا أتخيل الأفكار وليس لدي المقدريه لأن أتحدث بطلاقة الجرذان الجائعه , الحديث لن يجلب منفعه , لن يجلب سوى حديثاً آخر , وهذا ليس غايتي .. على الآقل الان وأنا منهمكه
بفكرة ٍ واحده . لكِ أن تتصورين أن كل خيالاتي تتوقف لمرةٍ يتيَمه بيننا , قد لاتبدو الفكره ملفتهً كثيراً لديك للوقوف عندها , لكني أحتاجك بشده وليس ذنبي أحتياجي , تتخيلين البنت العشرينيه ذاتُ الأطراف النحيله تمسك بيدك
بحراره وتتجولان بسوق المدينه بكل رتابه!
ها؟ .. حسناً حتى الحكايه بات سردها سيئاً ومثير للغثيان , أعتقد أني فقدت فمي قبل قليل , سيكون ذلك ملائما لنا نحن الاثنتان , أعني فيما لو فقدنا الكلام والمنطق, المنطق الذي يؤكد لنا اننا لن نلقتي كما خُيَّل لي بتلك العباره السابقه
( البنت والسوق ويدك الرطبه ) .. مشكلة البنت التي تتحدث الان فقدت صوتها بالكامل , فقدت أغنية قلبها الذي يدندن لك في كل مره , لاأدري كيف تستطعين الوفاء لي بهذا الحب؟ انا لاأنفك دقيقة واحده عن تخيل وجهك فقط ,
وجهك الذي لم يراني حد الآن .. هو عالمي , كل العالم بالنسبة لصغيرتك .. يألِ التعاسه , نتحدث وكأننا في غرفة واحده وأنتِ تبدين منشغله بوجهك في قراءه مانشيّت الجريده ولاتلقين بالاً ليّ .
لك أن تتصورين ما بعد هذه الفاصله , سأتخرج من الجامعه! ولن ألقاكِ في المقعد الأمامي مع بقية الأمهات تصفقين لي بحماس , هل هذا يدعو للحزن؟ لاأدري بصراحة , أعلم فقط اني كبرت بشكل مخيف عن أول مره جئنا بها سوياً ,
ثقي أنكِ لن تجديني كما الوضع سابقاً , هل ستعرفينني من بين مئات البنات؟ حتى هذه لا أؤمن برحمة الأمومه حينها , سأموت في معطف التخرج إن جئتِ مختاله وتسألين عن أسم أبنتك والتي هي المثاله أمامك! كل هذا لن يحدث قطعاً ,
أنها مجرد هُراءات ياعزيزتي ..
أتذكرين نطفتك ؟ أنا لم انسى ماصار بيينا قبل خروجي ,الأيات التي تزجين بها في ذهني , حبك للصلاه وماقامت طويلاً .. رقاقك في كومة عظامي , فرحة أبي بيّ مطلع الآذان , صوتك حينها , صوتك الذي أراهن الله عليه ,
أنه الأغنيه المتسربه من عُرس كبير, يندس تحت الَلفه وينمو العشب للسماء, ولاإجابه من الله , أيضاً : يالِ التعاسه مُجدداً.. نتحدث وكأننا في حوض سباحه مفتوح الجهَات أنا انده لك عبر الماء وأنت تغوصين أكثر فأكثر , ولاتسمعين شيئاً .
عدتُ لنفسي , لِأجل أن أحُبك , بكل الطُرق التي لاتؤدي , بكل جهدٍ لايبذل , كما كل شيء لايكون , أحبك بمقدار الف سنه من التعاسه التي تجتاحني الان , أحبك بكمية هائله من الأخطاء .. أحبك أضعف الأيمان .
لكن؟ ماذا فعلتي لأجل هذا الحب؟ والله حرام أن أصبح بلا أجابه , هكذا .. ودونما سبب واضح , لاأجابه! وأنني على وشك اللوم تجاه الله , وأن إيماني هو الذي يمنعني من هذه الحماقه .
بالمناسبه , لستُ حزينه حينما لم أجد اللغة المناسبه .. قد يتبادر لذهن اصدقائي هذا الأحتمال , والذين سيبكُون من أجلي كثيراً, سيبعث لي أحدهم رساله بالبريد وَ يشدُ على يدي , ستحزن ريّم كثيراً وستأخذني بالحضن
وتنحب حظيّ العاثر وبكرة أحسن ومعليش وكلنا حولك , في الحقيقه لم تعد تعنيني لعبة الأدوار المغلوبه في الحياة عموماً , كيف لا وانا تعلمت مذُ 1989 لعبة الأدوار المسكينه بدلاً عنك .
أتخيل الآن أنني سوف أنام من بعد هذا النهار الأرق , ستجئين ليلاً وستمدين يدك لِـ أتلحف جيداً عن الهواء المتطفل , ستقومين بواجبك كما كل الأمهات ولازياده .. ستطفئين الليّت , تضعين لي كوباً من الماء خوفاً أن انهظ من العطش ,
أيضاً . ستلتقطين في طريقك الكتب والملابس المهمله على السرير وأنت تتوعدين لي بمحاضره في الغد عن الترتيب , تتجاهلين كُل الفوضى وتمدين يدك نحو الكتاب المندس تحت وسادتي , سيحمرّ وجهك خجلاً من العنوان الفاحش للروايه ,
تندهشين من أني كبرت وصار يحلو لي هذا النوع من القصص العاطفيه , سأعض على فميَّ وأنا أَضحك على حاجبيك الغاضبتان نحوي .. نحوي أنا الصغيره المدلله , الحالمه و تتظاهر أمامك بالنوم العميق!
هل فيما ذكرت مُعجزهَ!
يألله .