الأعراب بين جسرين

[يوسف الحربي]

الخائن / أبو مصعب الزرقاوي
وصحوت من غيبوبة الجهل حين يد المعرفة امتدت باليقظة من غيبوبة امتصني ظلامها ورحل بي إلى أماكن لا أرى فيها سوى وحدتي الموحشة بأفكار ضالة اعتنقتها
أخيراً عدت والعود أحمد حين اكتشفت خيانة أبو مصعب الزرقاوي لأمته وجرائمه التي ارتكبها في حق الأمريكيين الأبرياء المسالمين
هو مجرم حين وقف في وجه أمريكا التي غزت العراق لتنقذه من الظلم الذي كان يرزح تحته , تنشر السلام والأمن وتملأ العراق عدلاً كما ملئت جورا
آلاف الشهداء الأمريكيين قدموا دماءهم الزكية لطاهرة قرباناً في سبيل الهدف الأغلى وهو زرع الخير في العراق
هؤلاء الشهداء قتلتهم أيدي الزرقاوي وجماعته المتعطشين للدماء والأشلاء
هي أمريكا التي جاءت لتقدم الحلوى لأطفال العراق ولكن - عم عبدو غلط في الحساب - وقدمت الرصاص لتُزهق أرواح الأطفال بالخطأ ولقد اعتذر كبيرنا بوش عن الخطأ ويكفينا اعتذاره
هي أمريكا التي رأفت بحال العراقيين البائسين فقتلت مئات الآلاف منهم برصاص الرحمة لتنهي حياة الشقاء علّهم يجدوا الراحة في قبورهم
أمريكا التي دمرت الفلوجة من أجل بضعة بيوت آوت التكفيريين وأعداء الديمقراطية .. يا لرحمة أمريكا بنا ..أكتفت فقط بتدمير الفلوجة ..اكتفت بأهون الضرر .. هل كانت أمريكا تعطينا دروساً عملية في الرحمة .. من يفهم ذلك ؟
هي أمريكا التي قدمت العون والمال والسلاح لاسرائيل كي تخلص العالم من الجراثيم الفلسطينية التي عاثت في ديار اليهود قتلاً وفسادا ..ومن يرحم اليهود الطيبين الطاهرين سوى أمريكا التي لا يوجد في قواميسها إلا الرحمة والشفقة والعطف
هي أمريكا التي أنشئت سجون أبو غريب وغوانتانامو لتعيد هيكلة وصياغة المسلمين بما يتناسب والاسلام الأمريكي الذي يخلو من أيات الجهاد المحرضة على الكراهية والقتل
تمتد يد أمريكا المثقلة بالخير والعدل لتفاجأ بأيادي آثمة تسعى لبتر هذه اليد المعطاء ..وما جزاء الاحسان إلا الاحسان ولكن الزرقاوي قابل الاحسان بالإساءة ... ألا يُعد مجرما ؟
هو خائن لا ريب ..ابتعد عن القطيع وشذ عن القاعدة , القطيع الذي دانت رقابه لأمريكا وأعلن الطاعة والولاء لها
مثقل بالذنوب أنت يا زرقاوي ..كيف ستواجه ربك ويداك ملوثتان بدماء الأمريكيين الزكية ؟
خائن أنت حين وضعتنا في موقف لا نحسد عليه .كيف نعتذر لرجل البر والاحسان بوش ..ما ذا نقول لعائلات الشهداء الأمريكيين ..لو وضعنا أنفسنا عبيداً صاغرين لهم طوال حياتنا ما بلغنا معشار عشر ما يستحقون من اعتذار
هذه يد الاعتذار تمتد لك أمريكا ..اعتذار بمساحة ولاءنا وطاعتنا وحبنا لك
يوسف الحربي