حسناً مازلتــ أُفاخر بارتداء نظارتي السوداء
وعُذراً لمن لا يُعجبهـ ذلك..!
ألا ترى أني أهتم كثيراً بــ شعورالآخرين.؟!
لاعليك لم يتبقَّ إلا القليلـ...
ــــــــــــــ
لِ قضية النظارة السوداء أعود:
أعرني جُلَّ انتباهك مُتأبطاً جُلَّ الاهتمام معهـ _الانتباه أعني_
أنت في قطار و قد بدأ بالتحرك
واقفٌ أنت في المقطورة الأخيرة والأخيرة تختار
ليطولَ تلويحك لمن تُحبهم ،و ربما لتطولــ نظرتك الأخيرة لهم.
تذكر أني قُلت _واقف_ وأقول : تذكر ،لأضعكَ وسطَ الحدث ..
تُملي عينيك منهم، تتأمل سحناتهم لِ تتذكرهم حينَ تشرب قهوتك
في أحد المساءاتـ الدافئة.أو حين تأوي إلى فراشك
بعد يومٍ صاخب نسيتَ فيهـ حتى نفسك ..
.
.
وأنت في مقطورتك ..تُغمض عينيك لِـ كي لاتفقد أياً من تفاصيل الوجوه،
تَصرخ بصوتٍ عالـٍ : أُحبكم كما لاشيء آخر، تلَّوِح لهم والوقت أزف ..
والوجوه تبتعد..والملامح تتلاشى ، ربما وأقول ربما لأنها ليستـ أكيدة:
تبدأ بنسيان ماذا كانوا يرتدون آخر مرة..!! يحدث ذلك ،
علِّلهـ صدمة وأرِح فكر التأنيبـ وشعورَ الخيبة.!
.
.
وأنتـــ في مقطورتك..الهواء يقبض أنفاسك، و حِدة كل شيء تزيد ،
إبتداءاً من داخلك، مروراً بأفكارك ،تمثُّلاً بــ شعور الفقد المُبتسم بجانبك،
وانتهاءاً بهم.. بـِوجوههم..
ابتعاد..
ابتعـاد...
ابتعـــاد...ثم لاتملك شيء ..
أي شيء ..إلا أن تغلق النافذة ...و تجلس
بعد أن فقدتـ القدرة على الوقوفــ.....تستسلم للبكاء ...
البكـــــاء و هدهدة الفقد..!
.
.
.
ولاشيء بعد ذلك لأن كل الكلماتـ والمشاعر
تظهر في النهاية كَ قُصاصات من أوراقٍ شفيفة..
قادها القَدر حيثُ نافذة مفتوحة بغير عَمْد ،لِطائرة مُحلِّقة
فـ انتشرت ،طارت..وتفرقتــ.. حتى بدون أن تودع بعضها البعض
أو تُعطى الفرصة...لذلك.!
.
.
ــــــــــــــ
لا زالـ يعتري شعوريـ نقص..
ووصفيـ رَصفْ..ولا أدري أينهـ...!
...