قُلت لها:
كُلّما نظرتُ إلى المرآة وجدتني.مللتُ ذلك فعلاً.رفعتُ عينيّ إلى الأعلى
وتنفست.تعبيراً عن ضجر.
ضَحِكَت مني و قالت: تتوقعين منْ إذنْ.؟
قُلت: لا تقولي تتوقعين من قولي (تُريدين من).ثُم أكملت :
مممم لا أحد مُعيّن لكني أريد أن أُغيّر...هل تُصدقين :
مُذ كُنت صغيرة و أنا لا أجد إلا أنا في المرآة.
ضَحِكَت كثيراً هذه المرة..قالت: كُنت أظُنكِ جادّة فيما ستقولين.
ـ أنا جادّة فعلاً.
ـ كيف.؟
ـ مثلاً..حين تكونين مُنشغلة ، أو لديك ما يُشغل ذهنك فـ هل تُدققين
النظر في المرآة.؟ثُمَّ إذا تفرغتي قليلاً..ألا تستغربين من وجود وعاء دموي
صغير أسفل خدك أو حبة حمراء صغيرة لم تلحظيها..قبلاً.!
ما الذي يعنيهـ هذا.؟
ـ لا أعرف كيف تُفكرين.!
ـ حسناً سأُخبركِ..يعني هذا أن جدولك مزحوم بأشياء مُهمة
أو أهم مما يأتي بعدها..هُناك مُهم وهُناك أهم.
ـ ثُم ماذا.؟
ـ لم تفهمي بعد.!
ـ أومأت برأسها..أن لا.
ـ حسناً..حين تتململين في جلستك و أنتي تنتظرين أحدا ما
أو شيء كَ كوب شاي مثلاً...ألا تُخرجين المرآة ،
تتفحصين وجهك كَ تمضية وقت.؟
ـ أها أفعل ذلك احياناً.
ـ فيما لو كان لديك ،بين يديك أمر مُهم هل ستقتطعين
من الوقت لحظة لـ فعل ذلك.؟
ـ طبعاً لا.
ـ إذن...حين أجد نفسي أفعل ذلك فهذا يعني أنه لا يوجد شيء مُهم
أُقنع نفسي به،بـ جدواي لأجلهـ...فقط
ـ تدورين حول حَلَقة مُفرغة.!
ـ كيف .؟
ـ مُنذ البداية والنتيجة واضحة ..حين تفرُغ سنهتم بالدقائق.
ـ أها..ثُمَّ.؟
ـ ثُمَّ..وحين انشغال..لن يكون في الوقت مُتسع لها.
ـ ثُمَّ.؟
ـ ثُمَّ..شيء جميل أن نقتطع من العمر لحظات نهتم فيها بـ دقائق الأمور
حتى يمضي الركب معاً..فيما لو انشغلتي في جانب واهملتي آخر فلن تُصبح
نتائجكِ النهائية جيدة، مُريحة لكِ نفسياً طالما أحسستِ أنها أخذتكِ عن أمور أُخرى.
ـ جميل رأيك و مُضيء ..ومُختصر .وَ تأخر الشاي.
ضحكَت من مُفاجأتي لها بطلب الشاي ونهضت لإحضاره
..بينما أنا أخرجتُ مرآتي ونظرتُ إلى وجهي..
و صرختُ بها مُنادية لها :
مازلتُ أنا من توجد في المرآة.
و..خرجت ضاحكة وهي تقول:
سأُجن من خيالاتك يوماً.
ُ