علاقةٌ ما خاطئةٌ تربطها بالوقت ..
يظهرُ الحزنُ دوماً بتوقيتِ سعادتِها , ويتسلّل الفرحُ في تمامِ حُزنها ليُشعرها , كم هوَ مؤلمٌ أن تكونَ دوماً في المكان الخطأ بلحظة التوقيت الخطأ ..
بإيماءةٍ صامتةٍ , استأذنتها أنثىً حزينةً للجلوسِ إلى جانبها , أجابت هي الأخرى بنفس الإشارةِ الخرسَاء ..
لماذا الحزنُ دوماً أخرس ؟
قاسيةٌ جدّاً , كانت رائحةُ الألمِ الّتي أحاطت بجارتها في كرسيِّ الاحتضار و شيءٌ ما جمعهما سويّةً على مائدةٍ واحدةٍ للوجع ..
الحزن يمكن أن يكون جماعياً - اكتشفت " هيَ " مجدّداً _ وحدَه الفرح يأتي أنانياً .
كانت تستمعُ إلى أنفاسها المتقاطعةِ مع زفراتِ المكان , بينَ شهيقٍ وآخر , كانت تنبثقُ من صدرها غماماتُ الأمانِ المفقود , لتمطرَ اللاتوازنَ السّاكن أعماقها .
قرأت " هي " على إحدى الغيمات ..
[حبٌ .. وشوقٌ متصاعدٌ كلّ لقاء , لا يمحوهُ غيابٌ ولا فقد .
اللهفةُ الأجمل , الأحلامُ والرّغبات والأفكارُ المُشتركة .. كلّ شيءٍ كانَ يشي يوماً بالفرحِ المُنتظر .
لماذا يقتلُ الوقتُ دوماً فرحةَ العُشّاق ؟ .. شيءٌ ما اخترقَ فجأةً غلافَ السّعادة الذي أحاطهما معاً واحتواها قلبه به .. شيءٌ ما جعلَ جدارَ الصّمتِ يتعالى , وتتقافز فوقَه فئرانُ الملل لتقرضَ ما تبقى من حبلٍ يجمعهما ..
هي اليوم تعيش , وحيدةً معه , وتشعر بوحدتِه معها .. عطرهُ اختلف , والألوان التي كانت ترتديها , أصيبت بالأرق .
لا يناديها بـ حبيبةٍ , إلا زيفاً , ولا تفعلُ إلا نفاقاً .. والحياةُ تستمرّ والموتُ يتسلل .. ]
توقنُ "هي" الآن , سرّ النّصيحة التي أهداها " هو " يومَ رحل ..
" الحبّ يا عزيزتي لا يحيا إلا بالغياب "