في البد أود شكر الأستاذ الكريم على هذه الورقة التي قدمها بين أيدينا كمشروع أدبي رغم بساطته الواضحة لإثراء الفكر والثقافة الشعبية , لا سيما في مجال ما يُسمى " الحداثة " في الشعر الشعبي , مع العلم أنني أخالفه هذه النظرة حول تبني هذا المسمى
إن قول عبد الرحمن النجار عن نفسه أنه أول من كتب القصيدة الحرة أو التفعيلة لا يعدُّ دليلاً , لأنه لم يصدر عن طرف محايد . وحال عبد الرحمن النجار هنا كحال نازك الملائكة التي دافعت عن نفسها كونها أو ل من خطى خطوات التحديث في بنية القصيدة العربية . حينما كتبت قصيدتها المعروفة بــ " الكوليرا" وذلك في كتابها الشهير " قضايا الشعر " غير أنه نشب خلاف بين المفكرين والنقاد حول هذه النقطة , لأن بدر شاكر السياب أصدر ديوانًا في تلك المرحلة بعنوان أزهار وأساطير " وفيه قصيدة تفعيلة بعنوان " هل كان حبًّا " وقد حاول الدكتور إحسان عباس كشف هذا الخلاف والحديث عن هذه الإشكالية في مبحث " دلالة البواكير الأولى " ضمن كتابه المعروف بــ اتجاهات الشعر العربي المعاصر " . وفي هذا السياق كان للدكتور نذير العظمة وفي كتابه " مدخل إلى الشعر العربي الحديث "حينما قال بأن الشاعر والأديب اليمني علي أحمد باكثير أول من انتهج هذا النهج , لكن حاله كحال كولمبس الذي اكتشف العالم الجديد دون أن يعلم بذلك . ولو كان الوقت يسمح لي لأرجعت الجميع إلى الصفحات التي ذكرت هذا الكلام في الكتب الثلاثة . , لأنني أعتمد في هذا الرد على مخزون الذاكرة . في تطرقي لهذه المراجع
ثم يا عزيزي الفاضل , كيف تمر على اسم معروف وصاحب تجربة خطيرة وتوجه معروف في المنطقة ومعارض دفع فترة من عمره في السجن ومن ثم منفيًّا خارج وطنه كعلي عبد الله الخليفة الذي قضى فترة من عمره في السجن في البحرين بسبب أفكاره السياسية ومن ثم قضى فتره من حياته فيما بعد في دولة قطر , وتقلد في قطر مناصب ثقافية قبل عودته لبلاده , وقد كُرّم على مستوى مملكة البحرين في الفترة الأخيرة , وعلي عبد الله الخليفة من المفروض التوقف عنده بعض الشيء ما دمت تتكلم عن هذا الموضوع لأنه قدمت عنه دراسات وبحوث من قبل عرب وأجانب تناولوا تجربته الشعرية , وهي بحوث علمية وأكاديمية
وعلى مستوى الأخوة العرب وخاصة من جمهورية مصر العربية , كيف سقط اسم عظيم ومهم كمرسي جميل عزيز من هذه المعادلة
, وحينما أشرت لمحاولة ناصر السبيعي وعبد الرحمن النجار كيف يمكننا تقييم تجربة عبد الرحمن رفيع الذي كان ملازمًا للقصيبي منذ الخمسينات الميلادية . وكان أجدر بك التطرق لمحاولة نايف حمدي الحربي الذي كتب قصيدة " دروب الضياع " قبل ناصر السبيعي بفترة وجيزة جدًّا , وقد حذا ناصر السبيعي حذو نايف الحربي بشيء من التكنيك , وذلك بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من ظهور قصيدة نايف حمدي الحربي . أما مسألة أنها ردية بين ناصر وفهد , فكلا الرجلين حيٌّ يُرزق , وقد سمعت أن فهد عافت أعجب بمحاولة السبيعي فسايرها ولم تكن مشروع ردية في الأساس , ولأول مرؤة بلا مؤاخذة أسمع بردية شعرية على النمط الشعري الحر
وفي الختام , أشكر الأستاذ الكريم مناحي الحصان الذي منحني فرصة لملمة أوراقي القديمة , ومن ثم محاولة تنظيمها وتنسيقها للخروج بهذا الشكل المتواضع