قصص قصيرة جداً...إبراهيم ياسين

[إبراهيم ياسين]

تقويم

مالَ الفراش؛ انزلَقَت الأحلام وتهشّمَت، رفعوا شكواهم إليه. حين أَصلَحَ لهم رِجْل السرير، اسْتعاد مشيته العرجاء.

 

[إبراهيم ياسين]

استئصال

طلب متطوعاً، خرجْت بين الحضور، حين ألقى تميمته فرّ من صلبي أرنبٌ أحمرٌ مذعور. نمت ليلتها في الظلام دون خوف، كان صدري فارغاً بمقدار قلبٍ كامل.

 

[إبراهيم ياسين]

زَيْف

أوْهَمَها بامتلاك مكتبةٍ ضخمة. أوهَمَتهُ بشغف القراءة. أغدَقَ عليها أصنافاً من الكتب. حين ألفى هداياه قرب الحاوية، مسَحَ دموعهُ بزيّه الملطّخ من جمع القمامة.

 

[إبراهيم ياسين]

استدامة
اعْتادَتْ التلويح لمروري. اعْتَدت رد التلويحة من خلف الزجاج. حين اخْتفَت ذات صباح، فتَحْتُ نافذة الحافلة، وألْقَيْتُ بذرةً جديدة.

 

[إبراهيم ياسين]

نوستالجيا
تاهَت اتّجاهاتها، ألْفَت نفسها في سوق الملابس المستعملة. ظَلّت ترمق ما حولها بازدراءٍ حتى تعثّرَت وكُسِرَ كعبها. حين لم تعد تقوى على المسير، زَحَفَتْ إلى إحدى الواجهات حيث حذائها القديم.

 

[إبراهيم ياسين]

روتين

أدْمَنَ نبرة صوتها، خزنه في جوّاله منبهاً صباحياً. حين انطَفأَ الجهاز ذات ليلة، أيقظه نشاز العصافير

 

[إبراهيم ياسين]

تتويج

انْطلَقَتْ دورة الألعاب، تقدّم بطلبٍ للمنافسة، رفضوا إعطاءه تأشيرة. حين انسلّ بين المهاجرين، هاجَ البحر مبتلعاً الزورق…إلى اليوم تتراقص ميدالية الفوز على عنق تمثاله.