لصوص الذاكرة !

[محمد آل عبداللطيف]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




" لصوص الذاكرة "



‏يا عتْمةَ الليلِ البهيمِ
‏يجولُ في الماضي اللصوص
‏يُغير أبناء الظلامِ
‏على زمانٍ أعزلٍ
‏ألقى السلاح
‏***
‏لصُّ اللظى
‏بالعمْدِ يَسْرِقُ جُرحَهُ
‏وضِمَادةُ النسيانِ
يَهْتك سِتْرها
‏وبكل عُنفٍ
‏يَنْزِعُ العفْوَ القديمَ
‏يُعودُ في يدهِ النزيفُ
‏ليَسْقيَ الذئبَ المُصفّدَ
‏بالصلاةِ وبالدعاءِ
‏شَهيقُ ثأرٍ أسودٍ
‏يُذكي الجحيم
‏***
‏لصٌ عوى
‏من فوق صخْراتِ العِثَارِ
‏تَسَوّرَ الأملَ
‏الجدارَ
‏يَحُزُّ أعناقَ الطموحِ
‏ويخطف اليأس السجينَ
‏بكهفه السَخِطِ .. الكنودِ
‏ليقرعا
‏كأس انكسار
‏زفير حسراتٍ علتْ
‏وصدى نواح
‏***
‏لصٌ غوى
‏جمع الغواةَ
‏وعند أطلال الغواني
‏يقطع الدربَ المُريبَ
‏لعله يجد الخزائنَ
‏مترعاتٍ
‏بالحسانِ وبالحنينِ
‏وبالدقائق طعمُها
‏طعمُ السنينِ
‏شوارد اللذات غُنمٌ
‏للذي عشِقَ الحياةَ
‏وعندها يعلو النَسِيب
‏***
‏يا ماضي الأيامِ
يا نهْبَ اللصوصِ
يُغْويهم الإبحارُ فيك
ولا جديد
‏خريطةُ القُرصان ِ
خُطةُ أحمق ٍ
‏رِكِبَ المُحيطَ ..
‏رهانهُ خيط المدى
‏حتى إذا نالَ الكنوزَ
‏نهاية المشوارِ ..
ملحٌ أو حبال !



محمد آل عبداللطيف
الورد

 

[رشا عرابي]

إسقاطُ حال في جبّ مُجرياتٍ أسيفة!

لله درّ الكَلِم حين يرعاهُ إلهامٌ مَهيب~

 

[قايـد الحربي]

:
:

هذه "نصوص الذاكرة" ..
بلغة تتقاطر بلاغة وبلاغة تتقاطر شعراً يامحمد ،
يفي هذا النص بالذائقة ،
فشكراً لك عليه.

 

[منى آل جار الله]

مثير للدهشة هذا العمق .. سلمت

 

[منى آل جار الله]

من أبصر الحقيقة .. ليقود الجميع

 

[عبدالإله المالك]

كمل الجمال من اللصوص الذاكرة...
أبيات تحملنا على الأسطر في خضم البحر المتلاطم
نهاية الرحلة رحلة الكنز حبال وأشرعة بعد عناء وهي نهاية غير تقليدية يحوز فيها البطل على ما يتمناه..
يقدم الشاعر لنا دوما فلسفته الخاصة به إن معنى وإن مبنى
حييت يا محمد

 

[نادرة عبدالحي]

المخاطبة تمنح معنى التواجد وتعزيز تركيبة المشهد وهي توصل

بطريقة أسرع وأوجز وأبلغ فالشاعر هنا يخاطب عتمة الليل ليخبرها

عن سارقين مختلفين في ادوارهم وتواجدهم

يا عتْمةَ الليلِ البهيمِ
‏يجولُ في الماضي اللصوص

وفي وصف اللصوص وتعددهم يُدخل الرمزية التي تلعب دورا مشوقا

لفك أسرار الرمز ومنح كل سارق وصفا ووظيفة وكان اولهم لص اللظى

الذي تكون ناره لا دخان فيها ..مُتعمد في فعلته يسرق يهتك وينزع لأجل

أمر ما فيعود وهو جريح اليد ليسقي الذئب المقيد بالصلاة وبالدعاء.لشهيق ثأر

يُشعل الجحيم ..بلا شك الرمزية هُنا أخذت دورا رئيسي لتعبير عن نوع من اللصوص

الذي يقول بدوره على أكمل وجه.

لصُّ اللظى
‏بالعمْدِ يَسْرِقُ جُرحَهُ
‏وضِمَادةُ النسيانِ
يَهْتك سِتْرها
‏وبكل عُنفٍ
‏يَنْزِعُ العفْوَ القديمَ
‏يُعودُ في يدهِ النزيفُ
‏ليَسْقيَ الذئبَ المُصفّدَ
‏بالصلاةِ وبالدعاءِ

وهذا لص أخر لصٌ عوى وهو من حاول ذبح أعناق الطموح

وأخرج اليأس من سجنه وله أفعال عدة

يحزُ يخطف يقرع الكأس ومن خلالها يستطيع القارئ كشف قناعه المتخفي تحته.

يَحُزُّ أعناقَ الطموحِ
‏ويخطف اليأس السجينَ
‏بكهفه السَخِطِ .. الكنودِ

هذا الممعن في الضلال يجمع الغواة يقطع الدرب ويبحث عن الخزائن
لصٌ غوى يكشف نفسه بنفسه

لصٌ غوى
‏جمع الغواةَ
‏وعند أطلال الغواني
‏يقطع الدربَ المُريبَ
‏لعله يجد الخزائنَ
‏مترعاتٍ
‏بالحسانِ وبالحنينِ

الشاعر الفاضل محمد آل عبداللطيف سعدتُ يا فاضلي بمجالسة بوحكم

بل إبداع يكشف في نفس القارئ جماليات شاسعة لا حدود لها دمتَ ودام إبداعكم نيرا ومُشرقا ,

 

[محمد آل عبداللطيف]

حياكم الله أيها الأحبة


ألحق بالقصيدة رابطها


https://youtu.be/stXk44jWFyY


لجميل مشاهدتكم


🌹🌹