تبدأُ النّهاياتُ حيثُ تنتهي البدايات ..
كنتِ تقولينها لي و أنتِ تنظرينَ إلى نسياني النّازف ,
تنتظرينَ أن يذرفَ بعضاً من الهدوء ثمّ أسكن ..
حتّى عندما كنتِ تقولين لي من دون أن تتحدّثي أنّنا إذ ننتظرُ نكبرُ أحزاناً كثيرة ,
كنتُ أعلمُ أنّكِ تعنينَ غربتي
تماماً كما كنتُ أومنُ بأنّكِ تأخذينَ يقينكِ بذاكرتِكِ و أنتِ تُصغينَ إلى وحدتي .
نعم يا صديقتي , تأخذنا السّنونً بعيداً عن طفولتنا ,
و كلّما اتّسعتِ المسافةُ باتُ الرّجوعُ أقرب
هي تلكَ المعادلةُ الصّعبةُ الّتي لقنّني إيّاها المنفى و أخفتها عنكِ يداكِ المشغولتان بمنديل القصب
لذلكَ أجوبُ في شوارعِ كلّ المدنِ مثلَ ثكلى تبحثُ عن طفلٍ لم تلده ,
بينما تحتضنينَ كلّ مساءِ طفلةً تُشبهكِ في أوّلِّ اشراقةٍ لها على عينيكِ
.ربّما نختارُ تفاصيلَ أحزاننا
لكنّنا حتماً لا نختار توقيتَها
تماماً كما يختارنا الفرحُ بتوقيتهِ الأقربِ للنسيان..