آهٍ ..
تلوها آهٍ .. وأخرى !!
أهاتٌ تَسري في جُنحِ الظلام ..
وَأنَاملَ الظّلمِ تتَسَللُ خفيةً
لِتَغرِزَ سِكينَ غَدرِكَ فِي خاصرةِ أيامي ..
يا حبيباً .. آنستُ قربه ..
وألِفتُ حبه ..
وسكنتُ قلبه ..
أخطو إليكَ كل مساءٍ .. وقلبي بين يدي .. أطرحه أرضاً عند قدميك ..
أعبرُ المسافات .. وأكسر الحواجز .. وأجتاز الخطوط الحمراء ..
أمارسُ بين يديك .. غوايةُ كل أنثى ..
أتفنن .. كي أجذبك إليّ
أبدع .. علك تقترب مني ..
ووسط فرط سعادتي ..
أركضُ نحوك بكل أنوثتي الطاغية
وأدوسُ بأقدامي على صفاتي العالية ..
وأمحو من رأسي خصالي السامية ..
هدفٌ واحدٌ أصبو إليه .. ويلوح فجره العنيد أمامي
وهو إرضاء كل غرائزك الآدمية ..
لا أمرٌ يشغلني عن تنفيذه ..
ولا حائلٌ يحول بيني وبين تحقيقه ..
أسقيتك حدَّ الثمالة
وأرويتك حدّ الرِّواء ..
نشوة صاخبة كانت تغمرني ..
وفرحةٌ عارمة كانت تتفشى بداخلي ..
لحظةَ شعوري بانتشائك ..
لم أمهد للخوفِ درباً نحوي ..
ولم أُعَبِّدُ للوجلِ طريقاً صوبي ..
قتلتُ حيائي .. ووأدتُ خجلي ..
من أجلكَ ولأجلكَ ..
أتعلم لماذا ؟!!
لأني عندما أحببتكَ جعلتك وطناً لي
حدوده قلبك .. وعَاصِمتهُ نبضاتك ..
عندما أحببتكَ جعلتكَ مرسىً لي
شطآنه حبك .. وزوارقه آهاتك ..
لأني ..
من أنفاسك .. استمد حياتي ..
ومن أحضانك .. استشفُّ عافيتي
جعلتك أخر أحلامي ..
ومنتهى آمالي ..
تجردتُ أمامك من كل أساسٍ للأدب
وتعريت بصحبتك من كل مناصٍ للعفاف
فمعك تنقلب الموازين .. وتتبدل المذاهب ..
وغابَ عن ذهني العاشق ..
أنك رجلٌ حجريٌ شرقيّ
أفكاره شرقية ..
ينظر لكل هذا .. من منظار ضيق
ذو مبادئٍ جاهلية
ومعاييرٍ رجعية ..