لماذا تقولُ لي هذا ؟
ربّما أنتَ لا تفعل , و لكن ...
لماذا تقولُ لي هذا ؟
دَع عنكَ تساؤلاتي و صوتَ نجاة و محمد عبده و كلّ من أتاهُ الشّعرُ من بينِ يديهِ كهبةِ عشقٍ أو لعنةِ غيابٍ لا فرق , و قل لي :
هل أتى الصّباح ؟
و قبلَ أن تُجيب , قَبِّلْ كَفَّيّ الغياب و احتضن صوتكَ للمرّةِ الأخيرةِ في حنجرتك , و أعطِ القلمَ بعضاً منكَ ... ثمّ
لا تُجب !
هكذا هي بعضُ الأسئلة تأتي كما الفراق , ليست بحاجةٍ إلى اجابة بقدرِ فرطِ حاجتها إلى دمعة ,
بقدرِ فرطِ حاجتها إلى نبضةٍ هاربةٍ تعلّم الحنجرةَ تجاوزَ ياءِ النّداء ,
بقدرِ فرطِ حاجتها إلى صوت , صوتٍ واحد لم يغتالهُ الغيابُ بعد .
ما زلتَ كما كلّ مرَّة تُصرُّ على أن تُحضرَ العصافيرَ الهاربةَ الّتي أراها محلّقة , و تضعها في سماءِ نصٍّ , لتجعلني أفكّرُ في قدرتكَ على حبسِ العصافير و منحها في ذات الوقتِ فضاءاً أكبر !!
مدهشٌ يا أحمد , كما صباحاتِ أيلولَ الموشّاةِ بالذّهب .
دمتَ احساسَ الحرف .