سأكتب اليوم عن رواية "صاحبة السمو الملكي" لدانيال ستيل ..
انتهيت منها بالأمس ..
كنت قد كتبت سابقا عن جزء منها وفي نهاية ذلك الجزء ..
كانت "كريستيانا" في أفريقيا .. عندما عاد "باركر" إلى بوسطن ..
حدثت عدة مناوشات من حدودهم مع "أريتيريا" ، فسمع والدها بذلك وأمرها بأن تعود ..
لم ترد العودة ولكن بقائها يعني الخطر عليها ..
نشبت الحرب هناك ! فعادت قبل ذلك .. وصارت تتابع الأخبار كل يوم بعينين حزينتين ووجة مرهق !
وقد لاحظ والدها الإرهاق والحزن الذي في وجهها ولم يعجبه ذلك ، وكاد أن يندم على موافقته في إرسالها إلى "أفريقيا" ..
لم تنس أبدا لحظة الفراق ، عندما ركب "باركر" طائرة العودة ..
ولم تنس أبدا "فيونا" !! عندما وجدوها ميته ، وقد طُعنت عدة طعنات في جسدها .. وكانت هناك ورأتها !
المهم .. أنها عادت إلى "ألشتنشتاين" وقصرها في "فادوز" .. وبدأت بممارسة أنشطتها المعتادة ..
فرح والدها قليلا عندما شاهدها تمارس أنشطتها فذلك ربما ينسيها التعب الذي واجهته .. رغم أنها تريده ولا تريد أنشطتها المعتادة التي على حد قولها بأنها لا فائدة منها ..
أصبحت تتواصل مع "باركر" عن طريق البريد الالكتروني ، وقال لها بأن عليهم أن يلتقيا في أي مكان ..
التقت معه في "باريس" ، وحجزا غرفتين في "الريتز" .. رغم أنهما استخدما غرفة واحدة .. خوفا من الشكوك ..
خرجا معا واستمتعا بكل لحظة في "باريس" ، خاصة اللحظات الحميمية ، أرادا استغلال كل ثانية معا ..
وذات مساء كانوا قد خرجوا من "الريتز" وفجأة بدون سابق إنذار التقطت عدسات "الباباراتزي" "كريستيانا" ممسكة بـ "باركر" مع ابتسامة عريضة ..
لا أحد يعلم وجودهم ولكنه سوء حظ ! ، فقد كانت "مادونا" هناك وصدفة أُلتقطت صورة لهما ..
بسرعة هربا مع "صاموئيل" و"ماكس" حارساها الشخصيان ، في السيارة الخاصة بها ..
تأثرت كثيرا بالموقف وكان "باركر" يواسيها بعباراته ولمساته .. كانت تريد أن تنسى وهنا يأتي "الباباراتزي" ليضيف إليها مأساة !!
وهم في الطريق اقترحت مطعم هاديء وبعيد عن أعين "الباباراتزي" ..
المهم بعد أن انتهت من الاستمتاع مع "باركر" في "باريس" وعندما عادت إلى قصرها في "فادوز" وبعد العودة لأعمالها المعتادة .. فاجأها والدها بالصورة موجودة في جريدة "بريطانية" ..
بعد عدة أيام تناقشت معه حول الموضوع وعلم بموضوع "باركر" أيضا .. فرفض لها اللقاء به مرة أخرى ، وبعدها لم تتحدث معه عدة أيام ..
رأى الغضب في عينيها والغضب في عينيه أيضا ، ولكن ما من مر فهي أميرة وهذا قدرها لن تتزوج من شخص عادي .. مع أنه يحق له إضافة قانون جديد وهو الزواج من رجل عادي ..
لكنه وفاءً لوالدتها ووعده بأن يزوج ابنته لرجل من عائلة ملكية ..
ظلت غاضبة عدة أيام ولم تفعل شيئا من أنشطتها .. كان أخيها "فريدريك" متواجدا معهم في القصر .. وكان يلمح لها بأنه ليس هو فقط مصدر الفضائح والذي دائما الملام !
في خضم الأحداث التي تحدث في العالم ، اجتمع رؤساء الدول في الولايات المتحدة وكان والدها هناك .. ففكرت في أن تستغل الفرصة وتلتقي بـ "باركر" ، ولكن أين ومتى ؟
المهم خلال انشغال والدها التقت بـ "باركر" مجددا ولكن اتفقا على مكان بعيد أن أعين "الباباراتزي" ، التقيا في "البندقية" وحيث كان فصل الشتاء فليست العيون عليها ..
التقيا معا وكالعادة حجزا غرفتين واستمتعا معا بالبقاء معا .. وخلال خروجهما في شوارع "البندقية" ن دخلا محلا قديما وصغيرا .. اشترى لها "باركر" خاتما مرصعا بالزمرد بشكل قلوب صغيرة ، أحبته وتفاجآ بسعره الرخيص
لكن البائع رفعه عندما رآى تعابير الدهشة في وجوههما .. اعتبرته اغلى شيء لديها .. وتعاهدت له بعدم خلعه .. لم يتصل والدها فقد كان مشغولا جدا بالاجتماع ..
وقد عادت "كريستيانا" إلى "فادوز" في الوقت المناسب .. أُعجبت بوالدها عندما شاهدت الأخبار وأعجبتها جرأته عندما ألقى الخطاب .. مما جعله يزيد الحراسة على القصر ..
ذات مساء اجتمع الثلاثة لأول مرة من عدة أشهر من عودتها من "أفريقيا" .. لم تتعافَ بعد ولم يسامحها والدها ..
وكان "فريدريك" قد اشترى سيارة سباق جديدة .. اقترح على "كريستيانا" أن تركب معه لكنها رفضت خوفا من قيادته الطائشة .. فاقترح على والده حيث قال له 5 دقائق فقط فوافق ..
خرجوا للسيارة .. ركب الاثنان وكانت هي تراقبهم وتراقب نظرة والدها من خلف زجاج النافذة ، وكأنه يقول لها بأنه سامحها .. انطلق كالبرق وعندما انعطف سُمع دوي انفجار وكره نارية !!
ركض جميع الحرس باتجاه الانفجار وركضت هي بجنون .. اختفى والدها وأخيها ..
في نهاية الأمر عرفوا أن هناك قنبلة وضعت في سيارة "فريدريك" ربما كانوا يريدون القضاء عليه تهديدا للوالد ، جراء خطابه الجريء الذي ألقاه في الأمم المتحدة .. هذا ما فكرت به "كريستيانا"
أبعدوها عن المكان بسرعة ورافقها حراس مسلحين إلى غرفتها وكانت مصدومة جدا مما حدث .. لم تفكر سوى في الحديث إلى "باركر" الذي واساها عندما حادثته ..
أصبحت قادرة على الحديث معه بكل حرية ..
لم تستوعب ما حدث ولم تستوعب ما عليها من واجبات .. أخبرها رئيس الوزراء بأنهم يجب أن يختاروا ملك لبلدهم ، فلم يجدوا ما يناسب ، كل الذين سألوا عنهم غير مناسبين فهم إما كبار في السن أو مرضى
فقال لها بأنها هي المناسبة لأن تكون الملكة ، صحيح أن القانون عندهم لا يشرع للنساء في الحكم ولكن في حالتها هي تستطيع إصدار حكم بأن تحكم البلاد نساء .. أي أن تغير القانون
لم تستطيع التفكير لكنها وافقت على أن تكون صاحبة سمة ملكي لأن أمها أيضا كذلك صاحبة سمو ملكي وليست صاحبة سمو .. فذلك يُحدث فرق
جاءها الرد من رئيس الوزراء بأن أعضاء البرلمان موافقون على أن تكون ملكة لهم .. مع أنها في قرارة نفسها تتمنى لم يوافقوا ،، لكن كلهم أجمعوا على أنها كفؤ لهذا المنصب فهي تعرف كل ما يتعلق بالسياسات ..
وهي التي تساعد والدها في مهامه كثيرا .. مع بعض المساعدة من رئيس الوزراء .. أحست بثقل المسؤولية على كاهلها ,, مع أنها كانت غير راضيه قبل هذا الوضع ، ولكن ربما كان لديها عطلة نهاية الأسبوع كانت تقدر الهروب قليلا واللقاء بـ "باركر" .. لكن مع وضعها الآن ليس هناك من مفر !
في حفلة تكريمها كملكة شاهدت وجها مألوفا ، انه "باركر" عرفته .. فقد جاء ليهنئها ويراها .. وضع بيدها صندوقا صغيرا بسرعة بدون أن يلاحظ أحد ,, شاهده "ماكس" وسلم عليه ,, ووقفوا كأنهم أصدقاء قدامى ..
عندما عادت إلى غرفتها فتحت الهدية ووجدت خاتم زواج .. فعرفت القصد من زيارته .. ووعدت بأن ترد له الجواب قبل أن يسافر عندما هاتفته ..
فكرت قليلا وسألت رئيس الوزراء هل يحق لها الزواج من شخص عادي .. وقال لها نعم إذا كان ذلك القرار صحيحا ..
بلغته بالجواب مع "ماكس" .. كان على وشك أن يطير ، عندما أسرع "ماكس" وأعطاه الجواب في ظرف ملكي .. وكلمته وهو هناك ..
كانت النهاية سعيدة .. وهنا اقتباس من آخر صفحة ..
[ عثر على مقعده وجلس عليه ، وابتسم ونظر عبر النافذة مفكرا بها. بدت جميلة في الليلة الفائتة ، حين رآها في الكنيسة. جلس هناك يفكر في كل شيء حصل خلال ساعات قليلة ، فيما دارت الطائرة حول المطار وتوجهت نحو نيويورك. بعد فترة وجيزة حلقوا فوق فادوز ، وأشار قائد الطائرة إلى القصر وقال إن أميرة حقيقية تعيش فيه. حين قال ذلك ، ابتسم باركر لنفسه. يصعب تصديق ذلك. لا يزال الأمر مثل قصة خرافية بالنسبة إليه. لقد وقع في غرام فتاة لها ضفائر وتنتعل الجزمة العالية في أفريقيا. لكن تبين أنها أميرة تعيش في قصر ، وأصبحت الآن هذه الأميرة أميرته ، وسوف تصبح هكذا دوما. لقت انتهت القصة بنهاية خرافية. وعاشا سعيدين إلى الأبد. وفي القصر , كانت الأميرة تبتسم هي أيضا ].