أُسَبِّحُ ويَمْتدُ تَهْجدِي
وَأرصفة أضْلُّعِي مُخضبة بـِ هياكِل شعبٍ مِنْ الْصغار الجائِعين
آنسو الْنار وَ الْحطب وَ تفرّسوا باستقامةٍ شِطر مَخاوفهم التِي تُطاردهم بِلا شَفقة
يَغزِلون مِن بَقايا الخُبْزِ وَ الْشعِير مَعاطِف وَ شالاتٍ طويلة تقيّهم شِتاءات الْجوع التِي
تَفترس أوصَالهم بِلا هَوادة
يَفْتحون افواههم وَأعينهم بِكامِل الـإتِساع
كُلّما حنّط المَوت جَسدْ صَدِيق وَفيّ قَاسمهم الْفجر وَ أعواد الثِقاب وَ قدْح الْمَاء
الْماء الَّذي يَرمِي نَفْسه مِن اطْرَافِه خَشْية انْ يمُر حناجرهم الْيابسة
بَعْضهُم يَبكِي صَاحبه
وبَعْضهُم لايَتْهَاونْ بـِ اقْصَاء رَأسه بعيداً عَنْ فِراشه وَ يغُطُ فِي حُزنٍ عَمِيقْ
والإثنى عشر مِنْهم يَشْتِمُ الْفقر وفِي عينيه سِرب طُيورٍ قَزحيةٍ تحصي الْغسق
وتحفظْ َتقويم اقدارهم الْمهترئة
لـِ تَذكُر الله كثيراً وَ تحمده أكثر عَلى نِعمة حَواسهم المبطنة بـِ ملاءاتٍ كأنّها جُلود كَفْرة الْدرك الأسفل مِنْ جهْنَّم
تمرَّدتْ عَلى الْشمس وَ الْصيف وَلهيب العْطش
وَابخرة قلوبهم الـّ تَنْفضُ نَفْسها كُل يَومٍ وَتبتدع بِأنْ تَبقى حيّة طويلاً ,
-
أرصفة أضْلُّعِي -
طُوبى لِلفقراء إنّ عكفو على دكّها وَهرول الْصبح العَريض بأبدانهم لْحظة انْتهائِهم
مِن آخر عظمة صَفَّها الوْجع بمحاذاةِ مَضاجِعهم وَروائِحهم التُرابِيَّة

.