
:
.. لاشئ منكِ الآن ..أو
كل شئ كان يتبعك ...
والآن هو هنا /وأنتي (.. لا)
أين أنتي..؟
هدوء جوانب المنزلـ تعلن الحداد.
.حتى العصافير تفتقدك.
حتى العصافير ..أمي.
:
لم يكن الحائط ذلك الصباح حين تهاوى
..إلا يشتكي فقدك.
أين أنتي.؟
سألني أيضا ..لِـمَ لم تعد تجلس هنا..؟
شحتُ ببصري عنه
و أتجهت إليهـ دمعاتي...
عاد لـ صمته الحائط..أمي.
حتى نخلاتك متوسطة الطولـ ..
والتي ظفرت باهتمامكـ كثيرا
وطوااااالـ تلك السنين..
والزروع الصغيرة حولها..شحبتْ..شحبت كثيرا .
تساءلني أين أنتي.؟
:
وأتنقل بين أركان هذا البيتــ...
وأتفقد الذكرى..ذكرانا أنا وأنتي..
حين كنتي تمازحينني بــ لن أحضر زواجك يا بدور ..
(وأنا أيضاً لن أحضره إن لم تحضريهـ..أنتي..)
كنت أجاوبكِ بعد تطويقي لذراعيكِ من الخلف.
وتقولين بعد أن تقبلي يداي :
كم عندي بدووور أنا..؟
:
واحدة ياأمي.. وليس لها إلا أنتي.!
:
أمي لن أحضر ولن أغير شيئا من طقوسكِ أنتي..
سأعيش هُنا..معي وحدي وذكراكِ.
:
وأعود أُنقّلـ الخُطى فيهـ.. شبرا شبرا
كبيييييييييييير يا أمي كبيييييييير
وأنتي أين أنتي..؟
أموتــ بـ عدد أركانهـ..أحجاره..نخيلهـ.. بعدد كل حُجرة وقطعة أثاثـ..
بـ مقدار مااهتميتي بهاا أمي..
:
أمي..
ماذا أفعل أنا هُنا..
لاشئ يعبأ بي. كلهم يريدونكِ أنتي.
ولكن ..أين أنتي.؟
صغار المنزل افتقدوكِ..بهدوء يقفون عند باب غرفتك
يسترقون السمع علّكِ تتجاوبين مع صوت وشوشاتهم..
علا كل شئ الغبار..
كل شئ.
حتى قلبي ياأمي.
:
لماذا..أنا الصُغرى
لماذا ياأمي.
:
لن أبقى هنــا..سأُغادر
كل صباح أُسألــــ ..عنكـِ.
كل قطعة في المنزل تسألني عنكِ.
هذا السؤال يقتلني..
كما كل شئ.
وغرفتكِ ..وأهـ منها ياأمي..فاتلتي لامحالة
رائحتك مازالت تُمدّ روحي بـ حياة.
أثوابك..أدراجك..دقتكِ في كل أمورك.
:
أمي ..في مطبخك الأرجواني أتذكر إقناعك لي بـ لونه الغريب.
وأقول لكِ ياأمي أي ذرة غُبار ستُرى من بعيد.
وتنظرين إلي بـ نظرة ساخرة: وهلـــــــــ سأسمح بــــ ذرة غبااااار.؟
أُمي..
الملاعق في الأدراج تتقاعس عن الخروج
كل واحدة تقدم الأخرى..
يفتقدنكِ ياأمي.
يردنك أنتي.
:
بكت عائشة البارحة ياأمي..
حين وضعتْ السكاكين في الأدراج السفلية.
قالت لي:
بدور ( ماما لولو) كانت ماتحب احط سكين هنا..عشان البزورة.!
يااااااااااالهي ياعائشة وهل هذا ماينقصني لـ تقتليني أنتي أيضا..!!!!!!
أين هي( ماما لولو) ياعائشة أين؟
هلـ ترين كل هؤلاااااء..سيتفرقون..وسأبقى أنا لأعيد ترتيب السكاكين
وأختار الملاعق
وأسقي الزروع
وأجلس تحت الحائط
وأرتب الغرف
وأنهر الأطفالـ..حين زيارتهم التي أعتادوا عليها لـ بيت ماما لولو.
إن لم تُقطع هذه الزيارة لاحقـا.
حتى أنتي ياعائشة..ستتركيني لكلـ شئ.
وسأبقى.
ــ سأدلف ومعي آلام العالم كلهـ..إلى غرفة أمي لأستمدّ روح الحياة...ولن يسترقّ أحدٌ من الأطفالــــ السمع.!
وسأدفنُ وجهي بين أثوابها..وأنتحب.. وأُعيد شريط الذكرى..
كنتـ أقول أناأول من يُغادر منزلـ الذكرى..حتى لاأتذكر شئ.
:
لكنها جميعا..بدأت تتعلق بي.
حتى الحائط ياأمي ينظرني بـ عطف.
والغُرف لا تُريد أن تُهجر
أضحت لا تسألني عنكِ
العصااافير..
تسبقني في تأدية كل شئ.
حتى نفض الغبارعن قلبي.
:
لن يتغير شئ ياأمي.
أعدكِ..
:
: