< تَنَهُّدَات > - الصفحة 3 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
روض الأبعاد ... (الكاتـب : ضوء خافت - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 76 - )           »          محاولة تحسين مزاج 👌 (الكاتـب : إحتواء - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 124 - )           »          الوعي المفاجئ (الكاتـب : منى آل جار الله - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 4 - )           »          احترفت الخوف و الآن أحترف الحياة .. (الكاتـب : ندى يزوغ - آخر مشاركة : منى آل جار الله - مشاركات : 2 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75386 - )           »          ( ،،،، مَـتْحَـفُ صَـبْـر ،،،، ) (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 2 - )           »          (( الأغاني البشـرية )) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 13 - )           »          مشارق ؟ (الكاتـب : عبدالرحمن الحربي - مشاركات : 11 - )           »          مِن ميّ إلى جُبران ... (الكاتـب : نازك - مشاركات : 893 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7521 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-23-2009, 10:21 PM   #1
زُمُرّدة
( كاتبة )

افتراضي < تَنَهُّدَات >







نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

0
0



- تنهيدةٌ فاتحة ,,
[ كانَ ] قد اشتعلَ الرأسُ شَغَفا :


تيقّنتُ ذات سَمَرٍ بائس _ حيناً كنتُ ألوكُ قطعةً من الألِفِ باء _ أن الهَرَمَ زَحْفاً بَدَأَهُ نحو ذاكرتي اللعينة ..
لاحَ طيْفُ ذكرى وليدةُ زمنٍ .. عانقَتْ جُموعُ ذكرياتٍ اصْطَفَّت مقاعِدَ فولاذيّة في مَمَرّاتِها المُهْتَرِئَة _ هي ذاكرتي _ ليست أقوى نسيجاً من بَيْتِ أرْمَلَةٍ سوداء ..

حتّى بَدَت بِ فِعْلِ الزُّحامِ ذكرى عتيقة .. غَيْرُ متأكدةً قليلاً من استرجاع ملامحُ أبطالها !

أتساءل أعداداً ! كيفَ لم تَخِرْ بعد من احتضانِ كل تلك الأجساد .. وجوهها , ألقابها , قسماتُ أشخاصها الأبيضَ أسْوَد ..

أم أكوام الفراغ التي أُتْخِمَت بها مَخيلتي العَلِيلة .. كان آخرها سَيّدُ الرّيح الذي حَمَلني على كَتِفِه ذات حُلُم .. حتّى أنني شَرَعْتُ بِ قُبْلةٍ عَلَيْه أو شَعَرْتُها منْه !
أم تُراها أُحْجيَة من أحاجي سَيّدتي الهَرِمَة !

.
.


- و ما بينَ تلك تَنْهيدة و أُختها .. قَطْرةٌ مَالِحَة لم تأتِ بها سَمَاءٌ و لم تَكُ من أرض :


دَعَيْني ألتصقُ بكِ يا لوحةً علّقتها بـِ مُنْتَصَفِ الجَسَدِ الرابع ل حُجْرَتِي الخَيْرُ شاهِدة على سِرّ يُنْبُوعِ تلك القطرةِ المَالِحَة التي اسْتُنْزِفَت مَرَّةً كثيرة ..

يا لِجُموُدكَ أيها القابعُ بين أُطُرِها !
تلك النِصْفُ بَسْمَةِ الساخِرَة التي تَتَوسّط حاجِبَيْكَ .. تَرْمُقُني بها مع كُلّ تَنْهيدةٍ أجْتَرّها مِن بين أضْلُعي المُتكَسِّرة !
كَمْ انتَظَرتُ ثَمّة إيماءةٍ حَيَّة مُذْ حَبَسْتُكَ داخل ذاكَ الإطار الذّهَبِيّ وَ عَلّقتُكَ في هامَةِ القُضْبانِ التي تَحْضُنُ كَوْكَبِي الوَهْمِيّ ..
سَأُكْسِرُ كُلَّ زُجَاجَةٍ تَتَنَفَّسُ ضَوْءاً .. و سأُطْبِقُ جَفْنَيَّ و أنْصِبُ قامَتِي في المنتصف
وَ عِدنِي ,, أن تَتَحَرَّرَ مِن أغلالِ الالتقاطة .. وَ تَتَجَسَّدُ في فَضَاءِ قَفَصي بِـ صَمْت ..
حتى أشْعُرَكَ حين أستنشِقُ رائحتكَ في تَنْهيدتَي الأخيرة .

.
.


- وَ تنهيدةٌ بِ طَعْمِ الوَجَعِ قَدْ لاحَتْ :


يَسْألُني دَفْتَري الصَّغير ذو الأوراقِ السَّميكَةِ القَاتِمَة ..
ما حَالُ تلك الأوجاعِ التي سُطِّرْتُ بها سَلَفاً ؟
لا أجِدُ ما أملأ به وِعاءَ استفهامه .. عَدَا ذاكرتي التّسْعينيّةِ التي دسّت في أحَدِ جيوبها المُتَمََزِّقة _ بِ فِعْلِ الزَّمَن _ حِكايةً بِ نَكْهَةِ جُحَا ..
كَيْفَ لا ! و قَدْ الْتَقَطَها القَدَرُ بَعْدَ تأمُّلِها دُهُوراً و ابْتلَعَها رَشْفَةُ ماء !

.
.


- بـِ اسْم الانتظار فَوْقَ جَبْهة تنهيدتي المُقْدِمَة :


لم تَكُ تلك اللوحات الوَرَقيَّة التي أشْبَعْتُ بها صديقتي الخَشَبيَّة زِيْنَةٌ مُجَرّدَة ..
أَسْعَدُ كُنْتُ حين أَخْتِمُ على ذَيْلِها .. مُسْتَشْعِرَةً أنني مِن أولئكَ الذين يرتدون كنْزَةً بيضاء و مِنْديلاً مغموساً بأحَدِ ألوانِ قُزَحْ ..
و أرْصِفُها إلى جانبِ أخواتها اللاتي يُشْبِهْنها بَعْضها .. و اَبْتَسِمُ لِ اللطَخَاتِ الفَحْمِيَّة التي اكتَسَتها أناملي
قَبْل أن تنطفئ بَسْمَتِي حين ألْمَح الجَعَدَاتُ تَتَسَرْبَلُ بها تلك الأنامل .. و تُتْخَمُ رَفيقَتي بلا جَدْوَى !

.
.


- وَ تَتَصَاعَدُ سَمَاءً تلك تنهيدتي أن أذنَبْت :


حين تَهَجَّيْتُ جَسَدَهُ لأولِ مَرَّة .. استشعرتُ أن السّماءَ تعدُني بحكاياتٍ مجنونةٍ معه
لا تُشبهها سوى الليلةُ الخامِسَةُ وَ بَدْر مِن ليالي شَهْرَ زاد ..
تأمّلتُ أحدها تدفعها رياحٌ من صَوْبِ الشمس .. لكِنّها قَيْلَولة غَيْمَة أغسطس
تلاشَتْ حَيْثُ رَفَّ جَفْني ..
فاستَمْطَرتُ _ وَ الخَيْبَةُ تَخْنِقُ أمَلي _ مَطَراً مالِحاً لا يَنضَب مِن غَيْمَتينِ لا يُفارِقان هامَتي ..
عَسَى بِذلك أن أُرَطِّبَ لَيْلِيَ المُقْفِر .

.
.


- وَ ما عَجَبي إلا بِـ تلك ذاكِرةٍ عَصِيَّة :


كيف لها أن تُوَسِّدَني ذِكْرى لَيْلة الاغتصاب السَّوْداء .. وَ تَنْفَخ بها الرّوح بعد أن وأَدَتها تَشَبُّثات النسيان !
لِمَا لوّنت فَجْري الزاهي بِذلك الفَجْرِ المُتَرَنِّحِ الجائع !

لَبيبَاً _ ذاكَ حَفْنَةً مِن رَماد _ حين طَعَنَ بِسِكِّينٍ دون دِماء , كَيْ لا تَفْضحهُ رائحةُ الجُرْم و يموت أبَداً ..
وَلَـ أنّي وَدَتُ لو كَسَاني وِشَاحَ دِماء .. لِ أَنْسِجَ مِنهُ لِساناً أنْطِق به كُلّ أَبْجَدِيّات الصِّياح ..

.
.


- فَـ يُسْتَمْطَرُ الحَرْفُ رَحْمَة :


اعزفيني تَنَهّداتي أغنيةً ركيكَةً على سَطْرِ الوَرَق .. وَ مِن مِحْبَرَتي اسكُبي صورةً لِـ سيّدتي التي تَقْطُنُ رأسي ذات الخُصْلات البيضاء وَ العُكَّاز الخَشَبيّ العَتِيْق
وَ في جيوبِها لُفَافَات صفراء .

.
.



- تَنْهيدةٌ خاتِمَة ,,
إنّني أحتاج جُرعة زائدة مِن ذاتِكَ .. كَيْ تموتُ تلك تَنهّداتي الباكيةُ أبَداً .

 

زُمُرّدة غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:59 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.