الامل لو مات فضلت الكفن !

[سَارة القحطاني]

وجهك يشبه تقاسيم كتابِ مركون في رفٍ قديّم في زاوية لـ بيت عتيق , وصوتك يشبه صوتٍ ريّـح تحرض أشجار المدينة على الغناء بصوتٍ عالٍ جداً , ورسائلكِ تُشبه رسالة رجلِ أعمى ينثر رماد كلماته الباهتة على أوراقه ويترك فوضى ملامحه عليها إيذاناً منهِ بَحقيقةِ إنكسار ستُعري ملامح من يقرأها ويدرك فحواها من نشوة الربيع , خطواتك تشبه خطوات سجيّن هارب , يسرق من رغيّف عمره وقتاً يَهتفَ فيه بما يشاء دُون أن يجبره أحدهم على إلتزام الصمت حيناً والـ ثرثرة بما لا يشتهي حيناً آخر , ممممم وأنا أشبه ذاك الرف القديم في ذاك البيت العتيق , ذاك الرف الذي يُصر على الاحتفاظ بما لا يشبعه , ذاك الرف الذي يحتفي بَرائحة الـ ذكرياتِ , ذاك الرف الذي يسعى جاهداً لـلملمة شتاتِ الأمس والحاضر معاً بعمق صدر ينبضَ بكومةٍ حنينّ وملامح شروق لا تغيب , وأنا هي تلك الأشجار بحفيفها , وبصوت بُكائها , وبملامح السكون التي تتركها عالقة في السماء , وانا هي تلك الرسالة النائمة في كفٍ أعمى لا يدرك أي حلمٍ سيقوده إلى الـ نجاة من وحل الضياع , وأنا هي تلك الخطواتِ التي تسعى جاهداً لإنكارها في كل مرة تنزاح فيها ملامح فضولك إلى مساحاتِ الفراغ الـ منثورة على خارطة أرض تحتفي بك في كل عبور !



سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

كل شيء في هذه الحياة بات باهتاً / بارداً لا لون يُميزه ولا طعم ولا حتى رائحة !
أفعالنا لاتنتمي إلينا , وأقوالنا تخالف أفعالنا , وأفكارنا لا تنضج في الوقت الذي
نحتاجُ فيه لأن نسمع صوت عقولنا , وقلوبنا لا تتقن إحصاء خطواتها كما ينبغي
لها أن تفعل , وأصدقاؤنا يهتفون بسقوطنا حيناً وبَموت أحلامنا حيناً آخر ,
كتاباتنا لاتمتّ لواقعنا بصلة وواقعنا يفرض هيمنته على صدر وجوهنا ,
كل شيء في هذه الحياة ينكر صلته بالآخر حتى أنا أنكر صلتي بوجهي حين
يأخذني الفضول إلى مرآةٍ تجسد لي مااسعى جاهدة لـ إخفائه خلف ملامحي
في كل مرة !

تباً ,

سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

.
.

دع عنك كل شيء , وَأدركني أنا !
أصرخ بوجهي أنا أشتقتكِ , أشتقت لـ صوتكِ / ملامح إشتياقكِ / قلبكِ !
أو أصفعني بغياب لاينتهي بَ رسالة حنيّن تنبض بصوتك البعيد جداً عن وطني !



سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

.
.

حين تهدر الفرص الكثيرة والتي سُنحت أمامك في فترة زمنية كانت كفيلة بأن تشرع في وجهِك أمل الظفر بأحلامك الكبيرة طمعاً
بالبقاء بجانب ظل ظننته سيبقى ملكاً لك , ملكاً لـ قلبك حتى الموت وخاب ظنك فيه وخذلك وتركك وحيداً تعاني فقر
الوصال ويُتم الشعور !
وحين لاتستوعب ذاتك حين تبقى وحيداً , وحين لاتقوى على خرق بابِ أمانيكِ وكتابة وشاية تنبض بك وحدك ,
وحين تبقى معلقاً بين الحلم والواقع , وحين تُمزق رداء يومك عابساً في وجهِ مرآة تضحك في وجهك كل يوم
وكأنها تسخر من رداء تقتنيه ولا يشبهك , وجهٌ تتفقده وتخشى أن لايكون لك , صوتٌ يغادرك وتخشى أن
يعود إليك ويسكنـك دون أن يأتي إليك بكفٍ تحتاجُ لأن تربت على كتفيك ولو لمرة واحدة فقط كي تطيب
ويحين الربيع في قلبك من جديد وحسب !

كل ذلك يعني أنك أحببت روحاً لدرجة لاينبغي لك أن تبلغها !
كل ذلك يعني أنك تسوقُ ذاتك / ملامح سعادتك للتلاشي دون أن تدرك وقع ذكرياتِ الأمس الجميل على
حاضر قد يُضاهي بجماليته تفاصيل أمس قد لايسعفك ويأتي إليك أنى جفّ غُصن صبرك ومات ضلع إنتظارك
وتلاشت خارطة أحلامك وغاب صوتك فيك واندثر !

سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

لـ تعلم بأن :
صوتك المنحشر في قالبِ حنين مُحلى كفيلاً بَأن يجعلني أتناسى وجعي ,
وأضحك بشراهةِ طَفل للتو أتقن تجاوز عتبة الخطوة الأولى !

سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

.,

ولـ تعلم أيضاً بأنني :
وَرغم كل شيء لازلت أثق بأنك أجمل حلـم أرسمه / أحتفظ بهِ في جلبابِ ربيعي ,
وأعذب أُغنية يصدحُ بَها صوتي , وَأبهى صورة تنبض بَتفاصيلها ذاكرة جسدي ....!

سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

كنت فيما مضى !!
أصدقك وإن كنت أحمل في عمقي يقيناً يُخرس صوتك الذي يعبر إليّ دوماً بكذبة جديدة ,
فقد كُنتُ ومن فرط تعلقي بك اتجاهل كل شيء رغم ايماني بَحقيقة تقمصك لأدوار لاتشبهك
وأعذاراً باهتة جداً لاتكفي لأن أغفر لك خطاياك !
كُنت اتعمد اقصاء ملامح خذلانك لي من ذاكرتي كي يطيب لي تنفسك دونما اختناق !
لكنني الآن !!
بُتّ أقوى على إخراس صوتك , والإتيان لك ببينةٍ تجعلك تكره نفسك وتكره كل اللحظات التي كنت
تصنع فيها من رغيف الكلماتِ مأدبة حنين تكفي لإشباع عمق كان يطمع فيما مضى بإمتلاك
كلماتِ عابرة تندلق منك في لحظة واحدة تكفي لأن تمحق كل ذكرى سيئة لي معك !
بتّ الآن أقوى على رسم خارطة أحلامي دُون أن أتعثر بك , دُون أن أنكسر عند عتبة احتياجي إليك !
بتّ الآن أقوى على الكتابة دون أن أتلون بك , بُتّ أقوى على الغناء دون أن تزهر شفتيّ بَكلماتك / قصائدك !
بُتّ الآن أقوى على أن أصرخ بوجهك : أنا أكرهك , أنا أكرهك !

صدقني : أنا بخير الآن , وكل شيء بغيابك بات أبهى / أجمل !

سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

ولم تضحك بصوت عالٍ !
هل وجدت بحديثي المدون أعلاه شيء يستحق كل هذا الضحك ..؟
أم هل ساقتك خطواتك لـ خزانتي فوجدت بها شيئاً يجعلك تفتخر بذاتك , بقلبك , بأحاديثك
كـ قوت ذكرى باهتةٍ مثلاً أو قالب حنين فاسد أو علبة ألوان مغشوشة أو طلاء أظافر فارغ !
مممم حسناً : سَأجتهد في سرد التوقعات التي تبرر لك ردة فعلك الغريبة نوعاً مآ !
ربما وجدت فراغاً كبيراً يسكن مابين الكلمات , وربما عبرك صوت الحزن النائم بعمق السطر الأخير ,
وربما أدركت ملامحي الـ متدثرة بجلبابِ اصطناع يزرع شتلاتِ الكذب على خاصرة الكلمات
ليصدق العابرين حقيقة أن هذه الملامح بخير وأن كل مامضى لم يترك بعمقها أثراً ذا عُمق ,
و ربما أعجبتك طريقة تقمصي لـ الكذب بطريقة مُرواغة نوعاً مآ تشبه في تفاصيلها طريقة
ترويضك لـ غضبي آنفاً !
وربما تضحك لأنني لازلت رغم كل شي أكتب إليك , وأجوب الطرقاتِ بحثاً عن رمق أخير أُغلق بهِ
باب الاحتياج لـ وطن أسمه أنت !

ممم حقيقة يجدر بي ان اذكرها لك كي تكتمل فرحتك وحسب!
حين فرغت من كتابة هذه الأسطر , ضحكتُ عليّ بصوتٍ عالٍ يُضاهي بحدتهِ ,
وبقوة ارتطامه بجدار الذاكرة صوتك بكثير !

لاخيار يجعلني أكثر ثباتاً واتزاناً سوى أن أخسر قلبي , وذاكرتي , ووجهي ,
ووطني , وميلادي !
حينها فقط رُبما أقوى على هزّم ضعفي الذي يجرفني إليك دائماً رغماً عنّي

سارة القحطاني