مقومات " الهياط " عند خالد الفيصل - الصفحة 2 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
مِن ميّ إلى جُبران ... (الكاتـب : نازك - مشاركات : 894 - )           »          مطرٌ على نافذة القلب! (الكاتـب : جهاد غريب - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 1 - )           »          #نهايات_لم_تحن (الكاتـب : أفراح الجامع - مشاركات : 128 - )           »          بين دفء العبارات و حدود الخصوصية بقلم ندى يزوغ (الكاتـب : ندى يزوغ - آخر مشاركة : سالم حيد الجبري - مشاركات : 1 - )           »          محراب الدعاء (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : ندى يزوغ - مشاركات : 2590 - )           »          خربشة على جدار القلب (الكاتـب : خالد العمري - آخر مشاركة : ندى يزوغ - مشاركات : 4 - )           »          قراءة في ديوان لشاعر مغربي (الكاتـب : مصطفى معروفي - آخر مشاركة : ندى يزوغ - مشاركات : 2 - )           »          حين لا نرى بقلم ندى يزوغ (الكاتـب : ندى يزوغ - مشاركات : 0 - )           »          وَبَقيَ الحمام عَلَى عهدِهِ ** نادرة عبد الحي (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : ندى يزوغ - مشاركات : 24 - )           »          وله من بعيد ..! بقلم ندى يزوغ (الكاتـب : ندى يزوغ - مشاركات : 6 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النقد

أبعاد النقد لاقْتِفَاءِ لُغَتِهِمْ حَذْوَ الْحَرْفِ بِالْحَرْفْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-09-2007, 02:25 PM   #1
محمد مهاوش الظفيري
( قلم نابض )

افتراضي مقومات " الهياط " عند خالد الفيصل


في هذا الزمن المتسارع ذي الطابع المادي الحاد , يظل الشعر محافظًا على رونقه رغم الرياح العاتية والأمواج المتلاطمة التي تعصف كل شيئ , وتجرف كل من يقف أمامها . هذا الوضع يدل على إصرار هذه الأمة على رسوخ بصمتها الثقافية كونها أمة بيان وبلاغة وكلام وفصاحة , لكننا ابتلينا هذه الأيام بنوع جديد , قديم في محتواه العام , جديد في طريقة تناوله , ألا وهو " الهياط " هذا النوع المتولد من الفخر . فــ " الهياط " ظاهرة انتشرت بين عدد من الشعراء , وهي في حقيقة الأمر لا تمتّ للشعر بصلة . إنها كلام تقريري مباشر بعيد كل البعد عن روح الشعر وفنيّات القصيدة . فالقصيدة عالم منيع يختفي فيه الشاعر ليمارس حياته من خلالها كما يريد , بعيدًا عن وصايا الآخرين . إنها سجن اضطراري فرضه الشاعر على نفسه ليكتب ويقول ما يريد , بعيدًا عن رغبات " ما يريدون " , فمتى ما وقع الشاعر في هذا الفخ الإجتماعي , وهو الكتابة حسب الطلب , أو من خلال ما يريد منه الآخرون قوله , فلن يكتب قصيدة حقيقية ذات قيمة فنية جديرة بالاهتمام . إن القصيدة لدى الشاعر بمثابة الرئة التي يتنفس بها , والمتنفس الوحيد الذي يطل من خلاله على العالم , والمرآة التي تعكس وجهه لمن سواه , فمنهم من يسعى لأن يكون وجهه ناصعًا نقيًّا بعيدًا عن أي تشويش , أو وصاية إجتماعية , ومنهم من لا يجد أي له قيمة , ولا يرى لنفسه أي معنى إلا عن طريق كسب رضا الآخرين عنه , حتى لو كان ذلك على حساب نفسه , أو على حساب ما يقول .
الشعراء الجميلون الذين عرفناهم , كانوا بحق فرسانًا في زمانهم , ولا زالوا محافظين على تلك الصورة الكارزمية التي اختزناها لهم في أذهاننا كنايف صقر وفهد عافت ومسفر الدوسري , والقائمة الجميلة ممن هم على شاكلتهم , لم يلوثوا أسماعنا , ولم يشوهوا نتاجهم الشعري بهذا النوع الممجوج الذي وسّع الهوة بين الشعر والمتلقي , ولم يضف أي قيمة جمالية ذات معنى تستحق الوقوف عندها . ولأن الأسماء التي ذكرناها أصحابها بشر , يعيشون معنا , فقد ذكر بعضهم الفخر في قصائدهم , مع العلم أن الفخر حالة طبيعية ونوع من أنواع الشعر العربي في عهوده التقليدية , غير أنه لم يكن علامة بارزة في قصائدهم , ولم يصل مرحلة " الهياط " التي أزكمت رائحته الأنوف .
حسب علمي البسيط المتواضع , لم أسمع نصًّا " هياطيًّا "صدر عن فهد عافت أو مسفر الدوسري أو نايف صقر , علمًا أن نايف صقر قد ذكر ذات مرة في إحدى قصائده " وجداني هل التوحيد " أو شيئًا من هذا الكلام , الذي جاء عابرًا أو كضرورة فرضتها عليه سياقات معينة , أما الذاكرة فلا تختزن أي شيئ من هذا النوع للشاعر الجميل مسفر الدوسري , أما فهد عافت , فقد بدرت منه قصيدتان , افتخر بهما , أجاد في الأولى وأساء في الثانية , كان في الأولى مدوّيًا كالعاطفة
هيّنة دام هي هذي فهي هيّنة
................ والله إني حسبت العاقبة عاقبة


حيث كان في هذا النص ماهرًا حاذقًا , ملأه بالملح والبارود , وسكب فيه كل ما يمتّ للشعر من مهارة وإبداع . أما في الثانية , فقد تجاوز مرحلة الفخر أو كاد , حيث جاءت القصيدة كذلك عمودية مقفاة , لكن على بحر السريع المعروف شعبيًّا بــ " المسحوب " . ومما يثلج الصدر أن هذا النوع لم يكن كل اهتمام هذا الرجل , الذي كان ولا يزال علمًا شامخًا وطودًا راسخًا وركنًا ثابتًا من أركان الشعر الشعبي الحديث .
خالد الفيصل , على سبيل المثال مرة أخرى , شاعر شعبي مشهور , له حضوره المميز والفريد على ساحة الشعر الشعبي في منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية , ويشغل حيّزًا مهمًا وفريدًا في هذا المضمار .... سنتكلم عنه بشيئ من التفصيل نوعًا ما , فبالإضافة إلى كونه شاعرًا شعبيًّا ــ كما أسلفنا سابقًا ــ فإنه أمير عربي وصاحب سمو ملكي , ينتمي لأسرة ملكية عريقة في الملك , وهي من أهم الأسر الملكية في الوطن العربي والعالم الإسلامي , كانت ولا تزال مؤثرة في القرار السياسي العربي والإسلامي , وهو مع ذلك أمير منطقة عسير , وهذه المنطقة أكبر من حيث المساحة الجغرافية من بعض الدول العربية المجاورة , ووالده جلالة الملك فيصل , من أشهر حكام العرب والمسلمين في القرن العشرين , ولم يكن حاكمًا عاديًّا , بل صاحب قضية قومية وإسلامية , حمل لواءها طوال عمر حياته السياسية , وقد دفع حياته ثمنًا لهذه المواقف الثابتة التي لم يتزحزح عنها قيد أنملة , وجده جلالة الملك المؤسس , الملك عبد العزيز آل سعود , صاحب أول مشروع وحدوي في الوطن العربي في العصر الحديث , حيث لملم أشتات بقاع متناثرة , وجمع أطراف ممزقة في نظام سياسي واحد , وكان هو نفسه ــ أي الملك عبد العزيز ــ قبلة أحرار العرب ومثقفيهم كطالب النقيب ورشيد عالي الكيلاني وأمين الريحاني وحافظ وهبة , , وغيرهم من المثقفين والأحرار العرب من أبناء الدول العربية الشقيقة , وأعمامه ملوك المملكة العربية السعودية قبلة العرب والمسلمين , بها مكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف , فهذا الرجل الذي اجتمع له الشرف الدنيوي من كل جوانبه , لم نسمع له شعرًا " هياطيًّا " ولم " يهايط " في قصيدة , علمًا بأن مقومات " الهياط " ــ حسب فهم ذوي العقول السقيمة متوفرة فيه , غير أنه ارتقى بشعره عن هذا المنزلق الفني الخطير , فكانت له بصمته الواضحة في هذا المجال , ونهجه الخاص به .
نعم ..... خالد الفيصل افتخر بنفسه , والفخر من فنون الشعر , عادة توارثتها الأجيال العربية كابرًا عن كابر . وكان خاتم الأنبياء والمرسلين وسيد ولد آدم , قال مفتخرًا بنفسه :
أنا النبيُُّّ لا كذبْ .......... أنا ابنُ عبد المطلبْ
فهنا افتخر بنفسه وبجده عبد المطلب , وقد قال مرة أخرى عن نفسه الشريفة : " أنا أفصح العربي بيد أني من قريش " وهنا افتخر بنفسه وبقومه على سائر العرب . لكن " الهياط " الذي نراه هذه الأيام أصاب الأذواق السليمة بالغثيان ورمى العقول بالدوار .
الغريب كل الغرابة , والعجيب كل العجب , أن يصدر هذا النوع من الشعر , وهو " الهياط " من إفراد غير معروفين إجتماعيًّا , كانوا ولا زالوا يعيشون على حاشية الهامش , والبعض منهم ينتمون لقبائل لا تمتّ للتميز في شيئ , سواء على مستوى الأرومة الرفيعة , أو على مستوى المنجز العشائري المادي الواضح الذي يشهد له القاصي والداني من قبائل العرب .
" الهياط " عديم القيمة الفنية , وهو تعامل سطحي مع الشعر , لا يقوم على تصورات ذهنية خيالية , بل يتعامل مع اللغة كأرقام وكأعداد رياضية للصول إلى محصلة نهائية تم اتخاذها بشكل مسبق , وهي النتيجة بأن هذا الشاعر " المهايطي " هو أفضل الشعراء , وأن قومه خير الأقوام , وقبيلته أحسن القبائل , وأن جماعته وكل من انتسب له , هم أفضل الناس , وأنهم هم الأعلون , وبقية الناس في الدرك الأسفل من تسلسل السلم الإجتماعي . غير أن الحقيقة المرة والمخجلة قد كشفها المثل الأسباني الذي يقول : " اللسان الطويل , دلالة على اليد القصيرة " فشتان بين من يتمتعون بارتقاء أعلا درجات السلم الإجتماعي , وبين أولئك الذين ينطبق عليهم قول فهد عافت " قصة النجم والخبل الذي راقبه "

 

محمد مهاوش الظفيري غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:02 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.