.
الشعلان: تزايد الإصدارات الروائية ظاهرة صحية
روايته الثانية «مهل» محلية واقعية الأحداث متعددة الأبطال

الشعلان أثناء الحوار
الخبر: يوسف الحربي
أكد الروائي سعود الشعلان أن كثرة الإصدارات الروائية والإبداعية بشكل عام، تعد ظاهرة صحية لجميع الأطراف، سواء القراء أو حتى الكتّاب أنفسهم، مشيرا إلى أن تشابه العناوين لا يعني بالضرورة أن تحمل ذات المعنى، حيث تختلف الرؤية من كاتب لآخر حول المعنى والسبب الذي من أجله يتم اختيار الاسم. وعن روايته «مهل» التي تمثل الإصدار الثاني له قال في حواره مع «الوطن»: هي رواية محلية واقعية الأحداث إلى حد كبير، متعددة الأبطال بما يتيح للقارئ اختيار البطل الذي يميل إليه ويوافق دواخله.
يلاحظ في كثير من الروايات العربية وخاصة الخليجية تشابه كبير في أسمائها، فما الأسباب؟
من الطبيعي أن يكون هناك نوع من التشابه سواءٌ في أسماء الروايات أو الشخصيات أو حتى المضمون والمحتوى، فجميعهم يعيشون ذات البيئة ويتفقون في معظم الخلفيات الأساسية لحيواتهم، مما يجعل المخرجات الثقافية أو حتى الاجتماعية متشابهة إلى حد ما، لكن تشابه الأسماء لا يعني بالضرورة أن تحمل ذات المعنى، حيث تختلف الرؤية من كاتب لآخر حول المعنى والسبب الذي من أجله يتم اختيار الاسم، فالاسم الواحد يحمل دلالات وإسقاطات مختلفة عند كل كاتب.
هل هناك رواية رجالية وأخرى نسائية؟
نعم، فالروايات كالعطور منها ما يحمل عبق الأنثى ومنها ما يحمل رائحة الرجل، فالأنثى حين تكتب تتضح لمساتها بداية من العنوان إلى الأحداث والاهتمامات والمضمون، ومرورا بأسماء الشخوص وتوزيع الأدوار التي قد لا تخرج البطولة فيها عن الأنثى، ثم إن الأنثى غالبا لا تكتب إلا شيئا تعانيه أو تتعايش معه، فغالبا ما تكون كتاباتها عن هموم الأنثى وصراعاتها، أو ما تراه يقع عليها من الظلم، سواء أكان الظلم من المجتمع أم من الرجل، وإن لم تكتب عما تعانيه فلن يخرج الأمر غالبا عن هموم بنات جنسها، فتكتب على العكس من الرجل الذي ليس بالضرورة أن يكون ما يكتبه عن أمورٍ تعمق فيها وعاناها، فهو قد يكتب عن قضاياه وقضايا مجتمعه التي ليس بالضرورة أن تكون تخصه وقد يكتب عن الأنثى وهمومها، وليس بالضرورة أن يحمل الرجل في رواية الرجل راية البطولة، فكثيرة هي الروايات التي حملت الأنثى فيها راية البطولة.
ما أسباب تزايد الإصدارات الروائية العام الماضي؟
كثرة الإصدارات هي برأيي ظاهرة صحية لجميع الأطراف، سواء القراء أو حتى الكتاب أنفسهم، فحين لا تكون إلا أنت من يكتب ويصدر فمعنى ذلك أن لا منافسة، وبالتالي لن يكون هناك بحث عن التفوق والتميز، أما يوم يكون العكس وتتجاوز الإصدارات الـ40 إصدارا خلال عام واحد كما حدث في عام 2006، فذاك يعني أن يبحث الكاتب عن مكان له على خارطة عالمه سواء كان الرواية أو الشعر أو القصة القصيرة، فيحرص بذلك على تطوير نفسه والارتقاء بفنه.
هل لتخصصك في مجال الطب سبب في تواجد مصطلحات طبية إنجليزية في روايتيك؟
الكاتب سواء أكان شاعرا أو روائيا له أدوات يستعملها في كتاباته، ومن هذه الأدوات مجال تخصصه لو كان هذا المجال مما قد يفيد الرواية أو القصيدة بما يخدم النص ويزيد من جماليته وإقناعه وسهولة وصوله إلى عقلية القارئ، وهناك عمالقة في الأدب أثروا أرواحنا بكتاباتهم أمثال إبراهيم ناجي، ويوسف السباعي، وخالد أحمد توفيق، ولم يتعارض ذلك مع كونهم أطباء.
«مهل» روايتك الثانية هل تسير على ذات النسق والطريقة التي كانت عليها «ومات الجسد وانتهت كل الحكايات»؟
بالنسبة لـ»مهل» هي رواية محلية واقعية الأحداث إلى حد كبير، متعددة الأبطال بما يتيح للقارئ اختيار البطل الذي يميل إليه ويوافق دواخل روحه، لكل بطل منهم حكاية، رابطهم الوحيد هو «مهل» البطل الرئيس للرواية والمحرك الأساسي لها، ثم يأتي بقية الأبطال غادة وفهد ورياض وسلطان وفرح، وتدور معظم أحداث الرواية في العاصمة «الرياض»، لكنها تنتقل إلى الخبر والدرعية ولندن وأماكن أخرى.
بالحديث عن روايتك الأولى «مات الجسد وانتهت كل الحكايات» اتهمها البعض أنها خيالية بعض الشيء، فما رأيك أنت ككاتب لها؟
أتفق مع من قال إنها خيالية، لكني أيضا لا أتفق مع كون ذلك يعتبر تهمة تلحق بها، فكثيرا ما يلجأ الروائي للخيال لأسباب لديه، فأحيانا هو يبغي تمرير فكرة واقعية معينة من خلال الخيال كي لا يقع في إشكالات ربما تحرمه من حرية الوصول إلى ما يريد، وأحيانا قد يكون الواقع محجما لفكرة معينة يحملها الروائي، لكن الخيال سيفتح له مجالات أوسع.
ما الذي يعتمد عليه الروائي في اختيار عنوان روايته؟
اختيار عنوان الرواية من الأمور التي بالإضافة إلى الغلاف والشكل الخارجي هي مما يحسب له الروائي حساباً كبيراً، فهي من علاقات الاتصال الأولي مع القارئ، لذا يوم يوفق الروائي في اختيار عنوان لروايته فذلك سيساعده في الوصول السريع إلى هدفه حتى لو لم تكن الرواية تحمل في مضمونها ما يجعلها أهلا للقراءة فضلا عن الاقتناء.
هل سعود الشعلان يكتب لنوعية محددة من الجمهور؟
أنا لا أوجه ما أكتب لشريحة معينة من القراء، بل أكتب لأي أحد يحمل بين جنباته روحا متذوقة للكلمة والأدب، سواء أكان ذكرا أم أنثى, صغيراً أم كبيراً، متخصصا أو متذوقاً.
صحيفة الوطن ..
الخميس 2 رجب 1430 ـ 25 يونيو 2009 العدد 3191 ـ السنة التاسعة
http://www.alwatan.com.sa/news/newsd...2&issueno=3191
,