:
بداية / دمعة
هلا ... يا حزن ...
هلا بالصاحب الطيب
ابد ... لو تبعد قريب ... !! (1)
/
\
عزاء /ألم
:
حين كانت تبكي بـ .. قربي
جرتني إلى البكاء معها حين رمت بكلّها والحزنُ في أحضاني
أشفقتُ عليها
من ذلك البكاء الحار المكبوت داخلها ...!
تخيلتُ نفسي
عشت حُزنها .. ومرارة فقدها ...!
تُخبرني بأنه دوماً يقول لها
(الله لا يحرمني منك ولا أتخيل كيف الحياة من دونك ) ...!
فتضحك هي .. بغنج
ويغرق هو في تأملها ...!
هو لايعرف من كل القواميس إلا أنه يحبها وسيموت وهو يحبها
هي تأكد ذلك بقسمه بأن يكون وفياً لها مادام حياً
هو يطلب منها أن تبقى قريبة منه / وأن تبقيه في قلبها
هي تطلب منه عقله قبل قلبه
إتفقا .. على أن يفيا بوعودهما
وفتْ هيَ
ولم يفي بوعدهِ لها
:
فارق حياتها بـ " مسج "
مُفاده يخبر بـ بوفاته وسبب الوفاة وموعد الصلاة ومكانه
أي طريق / شارع إبتل ريقهُ من دمه
أي مكان أخير وقعت عينه عليه
من السبب / المتسبب ..؟!
لم تكن تعلم ولا تعلم أي شيء
عدا انه غادر الحياة .....ب هـ د و ء
لم يعلم المُرسل
أن من بين القائمة سرّه الأجمل و الدفين في أعماقه
لم يكن يعلم بأن قلبه لا يزال ينبض في مكانٍ ما ... من تلك الأسماء المحشورة
في ذاكرته
فعاشت هي لحظة فجيعتها وحدها دون أن يربت أحد على كتفها أو يضمها فيتبادلان العزاء بوابل الدموع المحرقة
إمتلأ قلبها بـ .. لوعة فراقه الأبدي
بعيدة / وحيدة .. تحلم بأن يأتي أحد ويعزيها فيه من أهله/ اقاربه/ أصدقائه ....!
كانت تحلم بأن تعيش في دائرة الحزن قريبة من كل شيء يخصه
حلمها كان فقط ..أن تستقبل المعزين لـ يعزوها فيه
فكنتُ أنا ملاذها .. وصندوق أسرارها فأتت تحمل إليّ مالم أطيق ذاك المساء
وكنتُ أول المعزين لها ....!
هل كنتُ أواسيها / أضحك على نفسي / عليها ...؟!
لقد بقيت في قلبه السر الكبير الجميل
وبقي في قلبها الحبيب والحزن الثقيل
بكاؤها الحار الذي أبكاني
كان سكيناً في القلب وأنا لاأحرك ساكناً عدا أني أمسح دموعي لأشاركها البكاء من جديد .........!!
قتلتني وهي تتذكر كل شيء وتبكي بحرقه
أهلكت قلبي ..بأنينها حين تردد بعض مفرداته / وخططه وبرنامجه اليومي قبل وفاته
بضع ساعات فقط فصلتهم عن بعضهم .. لخبطت كل الأوراق / فجرت الآلام
كلمات لم تفارق لسانها
( نفسي ومن حقي أعرف كيف مات .. ووشلون وفي أي مكان ..؟)
كانت تبكي / وتكتم ما يقدر لها الله أن تكتمه حتى لا يشعرنّ بها أحد اً من أهلي
غرفتي كانت مقبرة دموعها / تأوهات لوعة الفراق
الآاااه في فمها .. نار تستعر
فاقشعر كل ما في بدني
كانت تحتاج لأن تتنفس
وكنتُ أنا كـ ـ أنبوبة أكسجين .... فاختنقتُ بـ حُزنها وغادرتني
لـ ... تبكيه أكثر...!
بعد هذا البكاء .. أتخيل كيف ستكون حياتها من بعده ..؟!
كيف ستصمد وهي في حالة ذبول سريع مع مكابرة عنيفة حتى تخفي سرها / حبها ..؟!
الايام كـ عجلة سريعة الدوران
وهي .....
لازالت تبكي / وكأنها اللحظة التي علمت فيه بوفاته
فمن يواسيها / بعد أن تركها وخلف كل الذكريات الجميلة في قلبها...............!
تلويحة :
عمر الحزن ما يلبس ثياب جداد ... مثل الهجير ما يعرف أنفاس البراد ...! (2)
(1) البدر
(2) سعود بن عبدالله
لكم سلامي
وكل الشكر لمن يعبر هنا .. والشكر أكثر لمن ترك لي شيئاً من أثره
همسة