كانت "لويز" تملأ حقيبتها استعدادا للرحيل ..
وجدت ورقة مدسوسة في أحد جيوب الحقيبة ..
ورقة مكتوب فيها بخط يد عبارة أذهلتها ..
بقيت ساكنه لا تتحرك من هول ما قرأت ..
كان مكتوب في الورقة .. ( لن تصلي إلى ما تريدين وإن وصلتِ سيسبقك الموت ! )
أخذت تفكر من وضع الورقة أو من كتبها ..
دخل زوجها "فرانك" فأخبرته .. قال ليست إلا وساوس لا تهتمي ..
قالت لا هذه حقيقة هناك من يتربص بي ليثنيني عن ما أريد ..
رد عليها ملاطفا .. لا عليك هيا دعينا نرحل من هنا قبل أن تغيري رأيك ..
×××
قال لصاحبه .. أتعلم ؟ بعض الناس تصدق ما يرعبها بسرعة !
رد عليه الآخر .. ماذا فعلت هذه المرة ؟
قال .. لا شيء ، ربما أتسلى بإرعاب الناس !
×××
ركبا السيارة وهي مرتعبه وزوجها يحاول اخراجها مما هي فيه ..
قال لها ما بكِ ؟ كل هذا من أجل عبارة سخيفة مكتوبة في ورقة !
ردت عليه بهدوء .. أنت لا تعلم شيئا ..
- ما الذي لا أعلمه هل ارتكبتِ شيئا غير صحيح ولم تعلميني ؟
- لا ..
- إذن ؟ لِم الخوف ؟
- ربما هي الاتصالات الهاتفية التي تتكرر ... و ...
- أهناك اتصالات ؟ لماذا لم تخبريني ؟؟ وما هي نوعية الاتصالات التي تأتيك ؟ ومنذ متى ؟
أخبريني بكل شيء ، أهذه هي ثقتي فيك ؟ لماذا لم تخبريني بما يحصل لك ؟
- سأقول لك كل شيء ، فقط أطلب منك الهدوء ، وأن تسمعني بدون اعتراض ..
منذ فترة ليست بالطويلة كان تأتي اتصالات غريبة على هاتفي ولا أدري من المتصل ..
عدة أسابيع تقريبا .. ولم يكن الصوت واضحا .. لكني فهمت أنها اتصالات تهديد ..
- ولماذا لم تخبريني ؟
- لأنني في بداية الأمر كنت أعتقد بأنها مجرد اتصالات ولم أهتم !
- حتى لو كان يُفترض بك أن تقولي لي ذلك ..
- ليس وقت اللوم ما كان قد حصل وانتهى ماذا سنفعل الآن ؟
- أكملي ماذا فعلتِ أنتِ عندما زادت الاتصالات ؟
- صار يتصل كثيرا ويزعجني كثيرا ولكن كما قلت لم أهتم .. لكن ما أخافني هو اتصال واحد !
- وما هو هذا الاتصال ؟
- اتصال تهديد نفس العبارة المكتوبة في الورقة التي وجدتها في الحقيبة !
- وما الذي أدخلها إلى حقيبتك ؟ ومن له الحق في أن يأخذ الحقيبة وهي موجودة في المنزل ونحن لم نره ! شيء غريب حقا !!
- لا أدري ، هذا ما أقلقني فعلا ، إذ أنني حاولت إثناءك عن هذه الرحلة ..
- هل تعتقدين بأن له علاقة برحلتنا هذه ؟
- حقا لا أدري ، أحس برأسي ولا أستطيع التفكير ..
×××
- ماذا فعلت حتى ترعبها ؟
- دسست ورقة في حقيبتها ..
- ورقة ؟!
- نعم كتبت فيها عبارة حتى ترتعب ..
- وماذا كتبت يا صاحب الأفكار المرعبة ؟
- كتبت .. لن تصلي إلى ما تريدين وإن وصلتِ سيسبقك الموت !
- حقا أرعبتني يا صديقي !!
- لا تتهكم هكذا !
- حقا ؟ أعتقد بأنها الآن على أحسن حال وأن الورقة ملقاه في سلة المهملات !
×××
- هل الورقة معكِ ؟
- نعم ها هي ..
- سأسلمها للشرطة ليقوموا بمضاهاة الخط ولسوف يعرفوا من كتبها ..
ذهبا إلى قسم الشرطة وأبلغوهم بكل تفاصيل القضية .. بما فيها المكلمات ..
أخذوا منهم الورقة وقام خبير الخطوط بعملية التحقيق وعرف صاحب الخط ..
استدعوهم وأخبروهم ..
- إذن هو من فعل بك كل ذلك !
- لكن عندما كان في السهرة معنا لم ألاحظ دخوله إلى الغرفة ليضع الورقة ..
- لا عليك سنلتقي به لاحقا ، أما الآن دعينا نبدأ رحلتنا ..
انعطف بسيارته إلى الطريق السريع .. الذي يؤدي إلى المدينة الأخرى
كانوا يفضلون السفر بالسيارة لأن الطريق ليس بالطويل ساعتان على الأكثر ..
في نصف الطريق خيّل إليها أنها رأت العبارة على أحد جدران استراحة على طول الشارع !
أخبرته .. فقال لها مطمئنا .. إنه كثير المزاح والمقالب لكن لا أتوقع أن يلاحقنا أيضا ..
سنذهب إلى ذلك المكان الذي تحبينه والهواء النقي لتسترخي ، لذا انسي الأمر ..
ولا زالت صامته ، عندما صرخت بأعلى صوتها !!
- انتبه !
اعترضت طريقهم شاحنة كبيرة ، لينعطف على إثرها إلى اليمين في طريق جانبي ..
صاح صوت من خلال مكبرات صوت ..
- ألم أقل لكِ سيلحقكِ الموت !
كان نفس الصوت الذي سمعته في الهاتف ..
- قالت إنه هو نفس الصوت الذي يهددني في الهاتف !
- لكنه ليس صوت "مارك" !!
- هل يعني أن "مارك" قد كتب الرسالة مصادفة !؟ وأن الأمر خطير !
- هل "مارك" متواطئ معه ؟
- لا أعتقد "مارك" صديقنا ، كيف به يفعل ذلك بنا ؟
- الأمر خطير !
حاول أن يتصل بالشرطة بلا فائدة !
لحقهم صاحب الشاحنة إلى حيث لا شيء ..
وأتى مسرعا فصدمهم وانقلبوا عدة مرات .. !
وفجأة عم السكون أرجاء المكان ..
قامت تحاول النهوض .. ونادت على زوجها الذي فتح عينيه ببطء ..
كسر باب السيارة وخرج وذهب ليساعد زوجته ..
قالت له نجونا بأعجوبه !
- مالعمل الآن ؟ تحطم الهاتف مع السيارة ..
فقال .. لا بد من أحد يمر من هنا وإلا نسير إلى أقرب محطة ..
بدآ السير مسيرة ساعة كاملة وقد اختفى صاحب الشاحنة !
وبعد أن وصلوا إلى أقرب محطة ، اتصلوا بالشرطة ومن ثم عادوا من حيث أتوا !
×××
- أتصل بهم لكن لا أحد يرد !
- هل تعتقد بأنهم في خطر ؟
- لا أدري ، لكني كنت في منزلهم بالأمس ولم يذكروا أي مشكلة .. ربما سأذهب بعد قليل لأطمئن عليهم فهناك حدس يراودني بأنهم في خطر ..
ذهب "مارك" إلى منزل "لويز" و"فرانك" .. طرق الباب عدة مرات إلى أن أتاه الرد ..
فتحت له الخادمة الباب ، ثم أدخلته إلى غرفة الجلوس .. وبعدها بدقائق جاءت "لويز" وعلى وجهها آثار تعب ونظرة عتب أيضا ..
بادرها الكلام .. مرحبا لويز ، كيف حالك ؟
جلست ثم جلس .. وعم الصمت ..
- لويز هل من شيء لا يطمئن ؟ لماذا أنتِ صامته ؟
وأخيرا ردت .. مارك ما حكاية الورقة التي دسستها في حقيبتي ؟
- لا شيء .. أنا آسف ، مقلب من مقالبي ..
- مقلبك كاد أن يرسلنا للموت !
- ماذا ؟ مالذي تقولينه هل فرانك بخير ؟
- نعم كلنا بخير ...
ثم أخبرته بكل ما حصل .. وعندما همّ بالرد دخل "فرانك"
- لست أنا من قام بالمكالمات !
- إذن من ؟
- صدقاني لا علاقة لي بالأمر ! فقط كتبت تلك الورقة اللعينة !
- هل تريد أن تقنعني بأن ما حصل كله مصادفه ؟
- لا أدري ولكن لا علاقة لي بالأمر !
صمت الجميع قليلا .. في لحظات تفكير عندما نطق "مارك" ..
- لم تقولا لي هل حقق الشرطة بشأن المكالمات ؟
قال "فرانك" .. لا لأننا لم نطلب منهم ذلك ، وأعتقد بأن ليس هناك من فائدة من ذلك .. فالصوت كما تقول لويز غير واضح ..
اقترحت "لويز" .. لماذا لا نحاول ؟
بعد عدة ساعات وفي مكتب الشرطي ..
- سيحاول فني الصوت بالمكالمات .. وسنتصل عليكم خلال هذا اليوم ..
×××
في مكتب المحقق المشهور .. حكت له "لويز" ما حدث معهم بالضبط ..
فأخذ المحقق يحك ذقنه ويفكر ..
- الأمر بسيط ..
- أين البساطة في الأمر ؟ .. فكله معقد منذ بدايته .. المكالمات ومن له مصلحه في إرعابي ؟
طرح المحقق سؤال عليها .. هل تملكين ثروة يا سيدة فرانك ؟
- ما علاقة هذا بالقضية ؟
- الدافع ..
- لم أفهم ...
سأقول لكِ .. أنتِ الآن تملكين من المال ما يكفيك لسنوات طويلة والمعروف أنكِ مستثمرة ناجحة .. من الذي سيرث عنكِ كل ذلك ؟
- أتقول بأن زوجي له علاقة بكل ذلك ؟
- بالضبط هذا ما أرمي إليه .. لماذا أتيتِ بشكل سري إذن ؟
- مستحيل زوجي يحبني ولا يمكن أن يقتلني .. وفوق ذلك لم يغب عني ..
- قمت بالتحري عن المكالمات ، فاتضح بأن أقرب نبرة هو زوجك !
- لا أصدق بأن زوجي متورط في الأمر ..
- بلى صدقي .. وأنتِ أخبرتني بأنه عارض فكرة التحقيق في المكالمات ..
- حسنا ، إذا أسلمنا بأن زوجي هو الذي دبر كل ذلك فلماذا يعرض نفسه للقتل ؟
- كان معكِ من أجل إبعاد الشبهة عنه .. ولأنه كان يلبس سترة واقيه أيضا ... وصاحبه الذي كان يقود الشاحنة
تحققت من الشاحنة أيضا ، فوجدناها مركونه في منزل صديق زوجك الذي اعترف بكل شيء !