للمَوتِ
طعمٌ ورائحةٌ ووجودْ
تشعرُ بِه وهو يَقتربْ
لا يختار الا إياك
وأنتَ وكَأنكَ تنْتظُره
تبذلُ كلَ أشياءك
قوتُك ..تنتهي
روحُك تُقهر
ونفسُك تتشتت
وجسدُك لا يقوى على أنْ يتحمل ثقلِ قلبك المثقوب مراراً
تفردُ ذراعيك له
تقول له:
كنتُ أنتظرك .. تأخرت !!
وكأنه يريدُ أن يجعل التقاؤكما مميز
يحتضنُك لزمنٍ
طويلْ .. طويلْ
يسكنُ كلَ أشياءك
يصاحبُك لعمرٍ قادم
وكُلما رأى الحياةُ تصافِحُك
قطعَ أحدَ أصابعك .. لتختفي
ويُخجلك منها/ يدِك
ويهمسُ لك:
كان أصبعٌ زائد
ويأخذك لمساحاتٍ أضيق
تختنقُ فيها
وتَبحثُ عن أحدٍ تتمسكُ به
ولا تجدْ إلا غيره
مازال القريبَ مِنك
يحتضنُك هذه المرة بقوةٍ أكبر
يعتصرُ جسدَك / قلبَك
ويَلمسَ روحَك كصقيع الشتاء
لتشعرَ أنكَ تموت لمراتٍ أخرى تتجدد / تتكاثر /تكبر
لتنزوي أنتَ في حضنِه
وتقولُ لَه بهدوءِ من فقدَ كلَ قوةٍ كانت لديه:
كم أنتَ وفي
لا تُغادر أبداً
وتبقى رغم كلِ شئ
ومازلت قادراً على منحي الاحتضان
هكذا وبهدوءْ تستسلمُ له
ليكون رفيقَك / أصابعَك / فرحَك / وحضورَك
وأنت تنزوي داخلَه