.؛
مُربِكٌ حين تأتِي ، كعَاصفة أيلول ، تُغيّرُ كلّ شيء ، لتبُثَّ توقِيت خُلوةٍ تسقِيه عينيْك ويكفُرهُ الزّمن ، فيضمُرُ التقلّبُ بثُنائيّةِ تِكْ..تَكْ ، وتنزَعِجُ الأيام الملتهبة من سكُون الوجل ، هُنا تستلقِي أمتِعةُ الرّاحة ، و تُعمَّرُ مُدنُ الجفاءٍ الباردة ، وتسكُتُ صفّاراتُ القطاراتِ عنِ الصُّراخ ، وتُرمَى تذاكِرُ السينمَا على قِبلةِ الأبوَابِ قد رثَّهَا تجاهُل وقتٍ كانَ يستسلِمُ لها آلاف المرّات ، تتَّسِعُ السّمَاءُ وتُصافِحُنِي العصَافِير ، ويهجُرُ الألمُ مضَاجعة الليلِ ، فقد آوَت إليه سلوةُ السّهر في حضرتِك ،كلُّ شيء مُرتبِكْ ، هَاربٌ من نقطةِ اللقاء ، مجتمِعٌ في خُطوطِ وجهِك ، يسلخُ رتابةَ الثقل ، ويقتَاتُ من لهبِ الشرود بك
تمتَصُّنِي كحليب الصّباح الأوّل ببراءةٍ متفنِّنة ، مُذْ تربّعتَ حُضنِي الأبيض ، وتسربلْتَ شمسَ وجهِك في عينَاي
مُثقلٌ بالفرحِ حين تأتِي ، وكأنّكَ تجمعُ السَّعدَ منْ غِراسِِ أرَاضيك الطَّاهرة ، وتقطِفُ أبناءهُ الصّغار مِن شجر الغِبطةِ في صدرِك ، وتغرِفُ من آسِنِ قلبِك ما يُثمِلُ الوله ، حتَّى أنك تبعثُ أرواحَ الجمَالِ لتَرقُص وتُغنِّي لكَ وحدكْ ، فيُزهِرُ ثغْرِي ، و يتقلّصُ عُمرِي ، ويُسابقُ قلبِي بسمَاتِ ورِيدك ، ثُمَّ تُصيّرُنِي مدينةً بنتْهَا ذَاكرةُ حبِّك ، و خلّدتْهَا حرُوفُ اسمِك..
وتدخُل التّاريخَ منِّي ، و أخلُدُ دَهرًا مِنك ..!