
عواش
إهداء
نقلا عن محمد سيف الرحبي . . .
::
:
:
:
::
أخليجنا واحد؟!
محمد بن سيف الرحبي
12/29/2008
محمد بن سيف الرحبي :
مسقط ، توقد شمعة الأحلام الخليجية مرة أخرى..
سبقتها في رفد الأحلام والأمنيات مدن تنام بمحبة على الساحل الأنيق للخليج العربي، هنا، على رأس الهرم الواحد يجلس ستة قادة يتحدثون بلغة الواحد مهما تدرجت لهجات ست في الطريق الفاصل والواصل بينها، فالموجة المنسكبة جمالا على رمال هذا الخليج ستعطي أمانها لجميع الساكنين إليه منذ ما قبل العصور، منذ ما بعد التكوّن، وكل موجة غضب تنفثها تماسيح العالم القوي المرعبة ستثير صخبا لن يكتفي بشاطىء واحد، بل يتمدد الرعب كبقعة زيت..
من أقصى ذرة رمل في هذه الشواطىء اللامعة بمشاريع وبنى ضخمة.. إلى أقصى ذرة رمل..
حينها سيعود الزمن أعواما طوالا إلى الوراء، وكأن الحضارة تيبّست على حين غرة في المسافة الهاجعة بين البحر والصحراء، فلا رواسي تثبت الأرض كي لا يهزها الزلزال.. سوى أن نكون واحد.
هنا، وهناك، عشرات الملايين من المواطنين الخليجيين، المسكونين منذ إعلان الحلم في بدايات ثمانينيات القرن الماضي بتمنيات يترقبون ولادتها المتعسرة كل عام، السياسيون يقولون أن الكثير تحقق، فالأعاصير المطلقة لجنونها في مياهنا الأنيقة ليست كالنسيم العليل يدفع السفينة إلى بر الأمان كما يشتهي النواخذة، بين الحلم والواقع بون شاسع..
الاقتصاديون الجالسون على الكراسي الحكومية يكررون أن هناك كثير من المنجز، والاقتصاديون الذين يمنون النفس بأكثر من فائدة يطالبون ويأملون، أما المواطن البسيط فحساباته تختلف.
يقولون عنها أنها حسابات القلب، وليس كل ما تكتبه المشاعر يتقن الواقع حفظه، المواطن الخليجي البسيط لا يتعاطى مع الأساطيل التي تبحر مياه الخليج لأنه لا يراها ضمن لقمة عيشه اليومية.
والمواطن الخليجي العادي لا يهمه كم تبلغ أرقام التبادلات التجارية بين دول المجلس لأن الرقم المكتوب على ثمن ما يحتاجه لمعيشته أكثر واقعية بالنسبة له، ما يهمه إن كان التملك مفتوحا لجميع مواطني دول المجلس إن كان لا يستطيع دفع إيجار شقته، وراتبه لا يكفيه حتى الأيام الأولى من النصف الثاني كل شهر، لا يعنيه إن وصل سعر النفط إلى 150 دولارا للبرميل أنه دفع فاتورة ذلك، ولا يعنيه إن انخفضت الأسعار لأنه سيدفع فاتورة ذلك أيضا.
المواطن البسيط يحتاج لخطوات بسيطة، يعبر إلى دولة جارة دون أن يشعر بثقل دم موظف الحدود، ولا يحتاج إلى البحث عن صرّاف حين يتواجد في دولة أخرى لتغيير عملة بلده فكل المحلات تقبلها، ولا يتعامل معه أحد كأنه غريب، جواز سفره عليه شعار المجلس، وبطاقته الشخصية ورخصة قيادته كالتي في جيب مواطن خليجي من دولة أخرى، تفاصيل تعزز الهوية والمواطنة الواحدة، تفاصيل بسيطة لمواطن بسيط يحتاج إلى شعور بقيمة هذا الكيان.
نعم.. وألف نعم، هناك الكثير وقد تحقق، لكن الأمنيات أكبر من حدود الواقع، وأمامنا الزمن لإنجاز يليق بما يراه القلب بعينه رغم أنف الظروف والتحديات، ستسير كالقطار المنطلق من عاصمة خليجية لأخرى على سكة من حديد الثبات، وكتيار يسري بين بيت وبيت، ينقل الضوء والدفء، هو كل ما حلمنا به، وما سنحلم.
** تشاؤل خاص:
انتظرت عام 2010 لأمسك بيدي عملة خليجية دالة على أننا واحد، أنا المواطن المنتمي لهذا الكيان المسمى مجلس التعاون.. هي أمنيتي وحلمي، مع أن الواقع قد لا يوافقني على ما أتمنى.. وأحلم.. للمسئولين أسبابهم، ولي أسبابي.