{......... أكَثـرُ مـِنْ حُـــبْ ..

[تهاني سلطان]

.

فَاصِلة .....

أعَلَم أنكـ سَـ تقُول:
- شُو هالخَط الجَميل ويَن
هَـ الإبدَاع مِن زِمَـانْ ..

لَكنْ أنتَ تَعلم بِـ أنيّ لَم
أتَجاوز حِينَهَا التَاسِعة
مِن عُمري ..




دعكْـ مِن هَذَا الآن
ودعَني أتَذكُر طُفولَتي
و مُشَاغَبات حُبي ..


كُنتُ أحبُ مَادة الإملاء
لِـ ثلاثة أشَياء ..:
أولاً لَـ أنهَا سَتُعلمني الكِتابة
العَربية الصَحيحة
و ثَانياً أسَتطيع بَعدهَا أنْ أبَعث لَكـ
بِـ رسَائِل العِشق الطُفولية
أما ثالثَاً أنْ لَيلة الإختبار
لا يُوجدْ مَنهج يُذَاكر .....

إذَاً..../ بـ مَقدوري الخروج لِـ
اللعِب فِي الشَارع و مُراقبة
شُبَاكـْ غُرفَتِكـ ...





سَــ تَقول :-ماذا فعلت بِي دِراستكـ لِـ الإملاء ...!


أعَلمُ أنيّ لَم أكتب
لَكـ ولو حرفٌ واحِد
لَكن أنَا كـ أيّ أنثَى
تُحب أنْ تَكون البِداية
مِن الرَجل ...


أيضَاً هَذَا إكتِشافٌ جديدْ ...


فَـ لِمــاذا كنت تَنتَظر مِني
أنْ أكتب حُبي بِـ رسالة
مُتَكسرة الكَلِماتْ ...


أتدري ...!
لا وقت الآنْ لِـ العَتب
والصَفحات مَازالتْ أمَامنا
سَــ يَجيء وقته ....




.

 

[تهاني سلطان]

.















حَتى أنْ .....!

لَم ألتَفتْ لِـ المَاضي
إلا عِندمَا تَذَكرتُكـْ...

مَنهُوكـٌ تَفكيري
و جَسَدي مُتعب
و آثَامِي بَدأتْ تَتَراكُم ..

أستَبيحُكـ عُذراً
و سَـــــــــــ أعود





صَبَــاحُكـْ سُكَـــرْ
وقُبلةٌ لِـ قَلبكـ
صَديقْ الطُفولة ..


.

 

[تهاني سلطان]

.







صَديقي .. مسَاءٌ بِـ
أنْفَاسِ الطُفولة
يُراود خَيالكـ ...


جَمعتُ بَعضَاً مِن الذِكريَات
التَي تَناسيتْ وجُودَها فِي حَيَاتِي ...



لَم أعًدّ أحْكِيهَا إلا لِـ أجْلِكـْ ...



.

 

[تهاني سلطان]

.










السَــاعة 12.30 م
كُنت أعود إلى البَيت و أرمِي بِـ شَنطتِي
إلى جَانِبي لِـ أجلِس أمَام التِلفَاز
فَـ تَجئ والدَتي لِـ تَطلُب مِني أن
أُوصِل بَعضَاً مِن الطَعامْ لِـ إحدى
جَارَتِها ...
كُنتُ أدعو عَلّ القَدر يَستجيب لِي
وتَكون أمَكـْ هِي تِلكـ الجَارة التِي
سَـ أوصِل لهَا الطَعامْ ...
فَـ إنْ لَم يُسْتَجاب دُعاءُ تِلكـ الطِفلة
تَسخط وتَدَعِي بِـ أنَها مُتعبة و لا تُريد
الذَاهب و إن العَكسْ تَطايرتْ بِـ جَناحَيها
البَريئين إلى عَالم البَهجة اللآمرئي
بَين السَمَاء و الأرضْ ..


كَانتْ تَعلم والدتِي بـ مِقدار سَعادتِي
فَـ أنا ذَاهبة إلى صَديقي كي ألعبْ مَعه ..
أُطيل المُكوث لديكمْ و يَرنُ الهَاتِف
و خَالتِي تُمسِكُـ بالسَماعة لِـ تُحادثُ والدتِي
كَان الجَفاف يأنُ فِي حَلقِي مِن ألَم الواقِع
الذَي سَيجرني إلى العَودة لِـ المَنزل
ولَكِن مَا إن أسَمعُ

-"لا خَليها يـ أم سَديم عِندنا تِلعب مع وليدنا
و هِي بالحفظ والصون و تِتغدى إن شاء الله وتجِيكم"

إلا و ضَحكَاتِي المُخبأه خَلفَ الخَوف بَين
أحبَالي الصَوتِية تَتَعَالى و أعود إليكـ و أنَا
فِي كَامِل فَرحَتي ..








; ...

الله يَحفظ لَكـ والدتِكـ
ولا يِحرمكـْ مِنها
كَانتْ حَنونهْ و عَطوفة عَليّ
جِداً فَـ كيف بِـ ولدهَا
بَلغهَا تَحياتِي ..


.

 

[تهاني سلطان]

.






صَبَـاحٌ يَغزُو فُضولكـ ..


هََــــا صَديقي ..
كيَفَ حَالكـ هُو اليَوم
أتُحبُ أنْ أعِدْ لَكـ كَوباً مِن القَهوة
أو أكِملْ ... !




إذاً سَأعدهُ لَنا سَوياً
و نُكمُل الحَديثْ ..


.

 

[تهاني سلطان]

.







إذا زَاد الشَوق قَلّت
فُرصُ اللِقاء ..
لِـذا سَأستَنِجدُ بِكل خَلايَاي
و أستَنزفُ شَوقَها ..






أمم ..تَذكرتُ تِلك اللعُبة المُفَضَلة لَديكـ ..


صَبحكم بِـالخير يَا العُمال العُمالية
مسَاكم بِـالخير يا العُمال العُمالية
أعطُونَا بِنتكم الحِلــوة والجَميــلة
مَـا نَعطِيـكم هيـه إلا بِـألف وميــة
نِنْزل عَلى دِيَاركُم و نكسِر أبْوابكـم
وهذي عَروسَتنــا ..



يَقعُ الإختِيارعَليّ دَومَاً
لِـ تَرأسي قَلبِكـْ ..
حَتَى فِي أيَام مَرضِكـ
التِي كانْت تَقرضِني فِيهاالوحِدة
أوقَاتِهَا.../ يَتمُ إختِياري
كَـ أول العَرائِس لِـ شَيئَانْ
إكرَامَاً لِـ عَدمْ وجُودكـ
و عادة اعتَادَهَا الأطفَال بِـ أنْ أكونْ
تِلكـ العَروس الأولى التي
سَـ تَرحَل إلى قَرية أهِل زوجِهَا
رُغمَاَ عَنهَا ..
أمَا أنَا فَـ كُنتُ أنتَقِل لِـ الجِهة
الأخرى و الإبتِسامة تُغطِي
غَالبْ مَلامِحي ..





حَتى الحَياة
تَخْتَلف فِي مَعنى ضِفتهَا الأخرى
بَين الطُفولة و الشَبابْ حَتى المَشيبْ ...


.

 

[تهاني سلطان]

.



و تَسْتَمِرُ تِلكـ الزَوايَا فِي أحدَاثِي اليَومية
تَرتَكن..../
عَلى بَسَاطة الروح التي لَم تسأم يَومَاً بِـ أنَهَا
سَــ تَرى الفَجر يَفوز بِـ رِهَانِه عَلى المسَاء ..
عَلى بَسَاطة الحُب تَتباركـ الليَاليّ القُمرية
بِـ إحصَاء الأمنِيات القَليلة ..
عَلى بسَاطة ذَلكـ الشَارع و الرَصيف
وعتبة أبوابٍ يحتَضنُهَا الصَدى و يُجَملُ
لَونهَا مَع كُل نَهَار ..
على بَسَاطة النَاس التِي تُعَامِلُ الجَميع
كَـ أب و أم و أخ و أخت و ابن و ابنه ..




تُشَاعُ أهَازيج تِلكـ الكَلِمَاتْ بَين المُحبين و مَا يلبثْ سِوى مِن عَاشر الحَيَاة بِـ رِضى ...

هُنَــــا

.

 

[تهاني سلطان]

.






ومَازالتْ تَمتعْ بالبسَاطة و ........./
تَنْكَشِفُ الحَقَائِق لِـ تِلكـ الطِفلة
و تَبكِي ألَماً لِـ أنهَا لَم تَفهمكـ
أو فِي الحَقيقة لَم تَفهم الحَياة
بِـ أنهَا لا تَضحكُ يَوماً لِـ أحد
إلا وتُبكية سِنين ..





صرخة بِـ وجهي يَومهَا لا أريِد
أنْ أراكـ ..
أنَا رَاحِل ..
ألا تَفهَمِي ..
لَم تَعد هُناكـ إي صِلة
سَــ تَجمعُنَا ..
كنتُ حِينهَا فِي الرابعة عشر مِن
عُمري ..
كُنتُ أدركـ ماتَقول لا مَا تُفَكِر ..
تَستَجمعُ الكَلام بِـ غضب لِـ تَرشقهُ
بِــ دَاخِلي ..
لَم أستَوعبكـ لَحظَاتُهَا جَارُ الروحْ
لَم أسْتَوعِب ..
ألمتني كَثيراً ..
و أغلقتْ كُل آمَال
اللِقَاء الآخر أمَام وجهِي ..
دَمرتني ..
دمرتْ تِلكـ الفتاة ..
و لَم أكن أعَلم بِـ أنكـ تُريد
أنْ أعيِد بِناء ذَاتِي بِـ دونكـْ ..


قَررتْ الرَحيل مَعَ والدتكـ إلى
مَدينة تَبعدُ عَن الرِياض
حَوالي 1200كم ..
يَـــآهـ لَكـ أن تَتَخيل بُعد
نَاظِريكـ عَني فَـمَا بَالكـ بِـ الرُوح
أيضَاً ..

لَم أزعَل يومَهاً مِن تَصرفكـ هذَا
فَقد غَطَتني الصَدمة بِـ وشَاحٍ أسود
حَتى لا أرَاكْـ ...


كنتُ أشَاهِدكـْ و أنتْ تَركبُ تِلكـ السِيارة
تَقفُ لِـ تَتَأمل المنازل و تشتَنشِق رائِحة
الهَواء لِـ تودع أهل الحي بَعدهَا بِـ عبرةٍ
مَخنوقـة ...




و أنَا أيّ أنَا ........!



.