-] عَنِّيْ مِنِّيْ [- - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
الكُنَّاشَة (الكاتـب : شمّاء - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 253 - )           »          محراب الدعاء (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 2589 - )           »          اقرأ الصورة بمِدادٍ من حبر (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 2888 - )           »          ( ،،،، مَـتْحَـفُ صَـبْـر ،،،، ) (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 0 - )           »          غـ (هـ)ــروب (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 20 - )           »          هل القانون يقيد أم يحرر العدالة؟! (الكاتـب : منى آل جار الله - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 2 - )           »          #نهايات_لم_تحن (الكاتـب : أفراح الجامع - مشاركات : 126 - )           »          شطحات وأمل (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 3467 - )           »          حبيت أقول....... (الكاتـب : سليمان عباس - آخر مشاركة : يوسف الذيابي - مشاركات : 6123 - )           »          في المقهى .. ؟ (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : يوسف الذيابي - مشاركات : 4485 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-27-2009, 04:39 PM   #1
عبد الله العُتَيِّق
( كاتب )

الصورة الرمزية عبد الله العُتَيِّق

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

عبد الله العُتَيِّق غير متواجد حاليا

افتراضي -] عَنِّيْ مِنِّيْ [-


هأنا ذا في محلٍّ رفيعٍ عالٍ ، في غرفةٍ تُحيط بي كتُبي من كلِّ جانبٍ ، على نافذةٍ تُطِلُّ على السماءِ ، السماءِ فحسْب ، حيثُ أنني أقربُ إليها من الكثيرين حولي ، أشعةُ الشمسِ أقسَمتْ أن تدُخلَ ، إما هيَ و إما أثرُها ، و ما حيلةُ المضطرِّ إلا ركوبُ الأسِنَّة .
ألْزَمُ الأرْضَ جلوساً ، و طاولةً أرضيَّةً استخداماً ، بعد أن غادرتَ مقعداً مكتَبِيَّاً لا بأسَ به ، ففيه نوعٌ من الطُهْرِ ، إذْ لم يُمَسَّ بسوءٍ ، و قد كان لصيقاً حَسَنَ المعْشَرِ ، و طاولةً فخْمةَ الشكلِّ ، بُنِّيَّةَ اللونِ ، تسْحرُ الناظرين .
تركتُ تلكَ كلَّها ، مؤقتاً فقطْ ، لأن الحرفَ هو هو لن يتغيَّرَ ، سواءً كُتِبَ على طاولةٍ فخمةٍ اشتُرِيَتْ بمبالغَ طائلةٍ ، و على ورقٍ فخمٍ أبيضَ من ثلجِ قُطْبِ الشمالِ ، و بقلمٍ غالٍ يلمعُ بريقُه ليراهُ مَنْ بَعُدَ كما يراه مَنْ قَرُبَ ، لا يتغيَّر لأنه حرفٌ أبجديٌّ ، و لكن يتغيَّرُ المكتوب و المضمونُ .
نفسي ، هنا ، ترتقبُ أُفُقَ سماءِ الوجودِ ، التي أراها بعيني و تلك التي أراها بقلبي و روحي ، لأستقبلَ غيثها الساقطِ من عُمْقِها على أرضٍ ، ذاتِ أنواعٍ شَتَّى ، ليخرُجَ منها زرعٌ مختلفٌ لونه و طعمه و ريحه ، و كلُّ إناءٍ بما فيه ينضَح ، و كلُّ أرضٍ بما تملكُ تمنَحُ ، و أتأمَّلُ السماءَ لأستخرجَ كنزاً من أعماقِ أرضِ النفسِ و ما حَوَتْهُ من أسرارٍ لم ينتهضِ العقلُ إلا لكشفِ قليلٍ .
لا شيءَ يُزعجُ سوى أن الجوَّ فيه برودةٌ ، و من رغِبَ الاعتلاءَ أصابَه بردُ الاختلاءِ ، و لكنَّ برْدَ نجدٍ ، و رياضها بالتحديد الدقيقِ ، ليس كسائرِ البرْد ، فجوُّها لا وسطيَّةَ فيه ، و الأرضُ تمنحُ الإنسان منها كثيراً ، و قد قيلَ : المدن كالبشَرِ .
سنحتْ لي هذه الفرصة ، و الفُرْصَةُ إن لم تُسْتَغلَّ تكون غُصَّةً ذاتِ قَرْصَةٍ ، فارْتَأيْتُ أن أكتُبَ شيئاً ( عنِّيْ مِنِّيْ ) ، لا سيرةً ذاتيةً ، فلا أستعملها إلا لاكتسابِ أمرٍ يهمُّني في دُنيايَ ، و أما في الاهتمامِ الفكري فلا يكتُبُها إلا من سارتْ الرُّكبَانُ بذواتِ أخبارهم في آفاقِ المشارقٍ و المغاربِ ، و أما أنا فلست إلا واحداً من الناسِ يكتبُ كما يكتبون ، و لا يُذكرُ كما يُذكرون ، و إنهم لَعُظماءُ إذْ ذُكروا في المحافلِ فتاهَ فيهم كلُّ فاضلٍ .
فليستْ سوى خاطرةٍ عن نفسي أكتبها بين الفينةِ و الفَيْناتِ ، و الفَيناتُ طويلاتٌ مُغدقاتٌ أو مُمْحلاتٌ ، فبجودِ السماءِ يكون العطاءُ .
أكتبُ ذِكراً لأُذْكرَ بعْد حين ، فرُبَّ قائلٍ يقول في حنينٍ و أنينٍ : رُمِقَ رَمَقُ الحرفِ ههنا ، فلا برْقَ يُبدي سناه ، و لا أثرَ يُجَلِّي سُراه .
فهنا أكتُبُ أنايَ ، أو بمعنى آخرَ : أكتبُ ما يَحكيني ، أو بمعنى ثالثٍ : أكتبُ فقط ، إما أن أكتُبَ من نفسي عن نفسي ، أو من غيري شبيها بنفسي ، أو ما يروقُ لي فكراً و عقلاً و ثقافةً ، ذا عُمْقٍ دِلاليٍّ .
سألني محبٌّ من بلادٍ بعيدةٍ : مَنْ أنتَ ؟
كان سؤالهُ صدمةً ، فهو يعرفني و يقرأ لي ، فكيف يجوزُ له أن يسألني .
فأجابَ عن تساؤلي : من تكونُ نفساً و ذاتاً ؟
فأجبتُهُ : أنا شخص تعلَّم و جرَّب ، و قلَّبتْه دُنياه شيئاً مَّا ، فيحكي من عُمقِ نظرةٍ منه لحاله و زمانه ما يكبُرُه بسنين .
طبعاً لستُ كبيراً مُسِنَّاً ، و لكنني قلبتُ القلبَ لأنه متقلِّبٌ في الأصلِ ، فكنتُ معه على نفسِهِ .

 

التوقيع

twitter: ALOTAIG

عبد الله العُتَيِّق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-27-2009, 05:44 PM   #2
عبد الله العُتَيِّق
( كاتب )

الصورة الرمزية عبد الله العُتَيِّق

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

عبد الله العُتَيِّق غير متواجد حاليا

افتراضي


1]
الناسُ أشباهُ بعْضٍ ، و " شبيهُ الشيءِ منجذبٌ إليهِ " ، هكذا قالَ أبو الطيب المتنبي ، الحكيم الأكبر .
و بما أنَّ التشابُهَ سِمةُ الإنسان فإنني أجد نفسي في بعضِ الشعراءِ ، شِبهاً في النفسيةِ لا في الموهبةِ ، فلستُ شاعراً ، و إن قيلَ عني ذلك ، و الواقعُ بُرهانُ الحكايةِ ، و لا بًُرهانَ .
لهذا أجدني مُغرَماً بشعرِ أبي الطيب المتنبي ، أُحبُّه كثيراً ، و أطرَبُ له ، جعلتُ رُكناً خاصاً في المكتبة ، لا يُشاركه فيه أحدٌ .
حين أقرأ لأبي الطيب المتنبي أجدُ أبياتَه كأنها تحكيني ، وهذا أكبرُ بُرهانٍ نجده في حياتنا ، فذا يُثبتُ التواصُلَ الروحي و النفسيَ بين الناسِ ، و لو لم يكن هذا موجوداً لربما ضاع الكثيرُ مما أبقاه الأولُ ، فالميلُ تعلُّقٌ ، و التعلُّقُ إبقاءٌ .
في بعض الدراساتِ الإنسانية وجدوا شيئاً من هذا ، قلتُ شيئاً لأننا لم نصِلْ إلا إلى جزءٍ يسيرٍ مما يتعلق بأعماقِ الإنسان ، إذْ أثبتتْ تلك الدراساتُ أن الشخصياتِ التي بينها ميلٌ لبعضها يكون بسبب تشابُهٍ كبيرٍ في جُمجمةِ الرأس .
من الشعراءِ الذين أُحبُّهم الشريف الرَّضي ، و في ديوانه أبياتٌ اخترتُها ، و عجبي من هذا الشاعر من منطِقِ شعره جوهرٌ بهيٌّ ، يسلُبُ مني الكثيرَ حين أقرأ له ، لكنني أتحاشاه خشيةَ أن يأخذني من المتنبي و يحِلَّ هو محلَّه ، لهذا فإنني أمُرُّ مروراً عليه ، و أمتثلُ الأدبَ " زُرْ غِبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً " .
غير الشعراء هناك مفكرون ، و علماءُ شرعيون ، و آخرون أدباء ، و فلاسفةٌ ، و أصنافٌ ذَوو أطيافٍ ، و ربما لا يكون ميلاً كبيراً حدَّ الظهور عِياناً .
هنا أتساءل : أسرارُ الميلِ بين بَني الإنسانِ مما يكون منبثقاً و مُنبعِثَاً ، خاصةً حين لا تكون هناك صِلةٌ ، كالميلِ من الإنسان الحالي إلى الإنسان السابقِ ؟
و حتى إن وقفتُ على جوابٍ فلن أرضى حتى أُنَقِّبَ عن عُمْقٍ فيه لأقفَ على نقطةٍ ينتهي إليها العقلُ البشري ، و هنا تساؤلٌ آخر : متى ينتهي بحثُ العقل البشري ؟

 

التوقيع

twitter: ALOTAIG

عبد الله العُتَيِّق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-27-2009, 10:56 PM   #3
عبد الله العُتَيِّق
( كاتب )

الصورة الرمزية عبد الله العُتَيِّق

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

عبد الله العُتَيِّق غير متواجد حاليا

افتراضي


2]
التأملُ في الوجودِ لا يكون إلا من خلالِ عينٍ صافيةٍ ، ليس عليها غشاوة و لا يعتليها غَبَشٌ ، لذا اتخذتُ عينينِ أحسبهما صافيتين ، فكانتْ القراءةُ في الكتابِ من تلك العين ، ليست ذات خلفيةٍ معيَّنة ، لأنها تقرأ فكراً لتبنيَ منه نفساً ، و الفكرُ متى ما قُريءَ بعينٍ لها خلفياتٌ كألوانِ قوس قُزَح فالنتائجُ ستكون معاكسة للحقيقة .
في فترة معينة من العُمر كانت القراءة تتخذُ خلفيةً معيَّنة ، فكان تأثيرها واضحاً ، و الانفكاكُ عن الفكرِ صعبٌ ، و السهلُ توجيه و ترشيد الفكرِ نحو الأسلَم و الأصلح ، و إنْ سَهُل الانفكاكُ صِيْرَ إليه .
النظرُ المُجرَّدُ في الأشياءِ يُعطي أبعاداً في فَهمها و فَقْهِ حقائقها ، كما أنه يفتح آفاقاً لا تُدرَك إلا بذلك ، بخلاف النظر المُقَيَّد فإنه كالظلِّ لا يُجاوزُ مَوْضِعَ خَطْوِ القدمِ ، وهذا ما تصنعه النظرة المعتمدة على خلفيةٍ ذاتِ لونٍ .
كان للتنويع في القراءةِ أثرُه الكبيرُ في مَحْوِ الخلفياتِ الموجودة ، ففي التنويعِ توسيعٌ .
من الجُرْمِ أن يُنظَرَ إلى الوجودِ من ثُقبِ إبرةٍ ينتهي بِثقابِ إحراقٍ ، و لا يقبلُ الوجودَ شيئاً من هذا ، و هو قدحٌ في حكمةِ وجودِهِ و سَعَتِهِ ، و النظرُ إليه من عدةِ أوجهٍ ، و تحميله أكثر من احتمالٍ صنيعُ الحكيم العاقل .
هكذا خرجت من تأملٍ قديمٍ ، إذْ بأيِّ حقٍّ يُحجَّرُ الكونُ بفكرٍ بشريٍ ، و خالقه لم يُحجِّرْه بشيءٍ ؟!
فبِتُّ قارئاً بعشرةِ عيونٍ ، كما يقول علي الطنطاوي : إذا دخلت مدينة فانظر بعشر عيون ، فكان لكل عين تحصيلها ووظيفتها ، و هذا ما تحتاجه الحياة و الكون كله ، ففي تثنيةِ العينين و الأذنين إشارةٌ إلا تكرارِ وظائفهما ، و تفريد اللسان إشارة إلى أنَّه لا يعبِّرُ إلا عن شيءٍ واحد ، و لا يكون إلا يقيناً .
في القراءة قد تنظرُ لحكمةٍ بين السطور ، كما تنظرُ إليها بين الصخور أو في عمق البحور ، و قد تقرأ قصةً في ورقةٍ من خيالٍ خصبٍ قد حكتْها السُحُبُ و هي تمرُّ في السماء ، و ربما تجدُ في القلمِ رسالة خطَّتْ نملةٌ مثلها ، فالكتابُ الأصغرُ هو الكتابُ الأكبر .
كما هو الإنسانُ نفسُه ، وهذا ما خلَقَه التنويع في القراءة ، المجرد من الخلفياتِ الضيقة :
و تحسَبُ أنَّك جسمٌ صغيرٌ
و فيكَ انطوى العالَم الأكبرُ

 

التوقيع

twitter: ALOTAIG

عبد الله العُتَيِّق غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:08 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.