يا دمي !

[د. منال عبدالرحمن]

في ليالي رمضان الاخيرة , حيثُ يتحرّى المسلمونَ ليلة القدر , حيثُ تصدحُ المساجدُ بذكرِ اللهِ حتّى ساعاتِ الصّباح الأولى ,

قبلَ العيدِ و فرحتهِ بأيّامِ قليلة ,

17 عائلةٍ تفتحُ بيوتها عزاءاً و حُزناً , 17 عائلةً ينقلبُ عيدُها إلى نارٍ تُحرقُ الفرحَ و الامنَ و النّورَ في القلوب , اطفالٌ أصبحوا أيتاماً و نساءٌ ثُكلت و ترمّلت و رجالٌ بكوا الدّمَ على أخٍ أو صديقٍ أو قريب أو أب !

مدنيّونَ أبرياء , ذنبهم الوحيد , أنّهم يعيشونَ زمن الإرهاب , ذنبهم الوحيد , أنّ الدنيا انقلبت موازينها و أنّ الأبرياء - وحدهم - يدفعونَ ثمنَ كلِّ شيء ..

17 قتيلاً و 14 جريحاً لا زالوا ينتظرون مصيرهم في غرف العناية , و الأخبار ..

لا شيء ..

شبعَ الصّابرُ صبراً *

دمٌ يفور و كلٌّ يحلّل ما بدا له , و التّحليلُ الأصدق في عيونِ الأطفال الصّغار , في عيونِ قتيلٍ جثّته مبعثرةٌ على رصيفِ وطنٍ , أبَت الأيادي الآثمة , أبى الإرهابُ ان يتركهُ آمناً مستقرّاً ..

17 قتيلاً , و مليون دمعة , و ملايينُ الخيبات و ملايينُ الجروحِ التي ينكؤها الوجع كلّ يومٍ فلا تبرأ و لا تهدأ ..

17 مدنيّاً , يُقتلونَ في وضحِ النّهار , و بالقربِ من مبنىً أمنيّ , كرسالةٍ واضحةٍ , لما قد يأتي بعد , و تبّت أيديهم و آمالهم .

لن تنامَ دمشقُ اليوم , جرحها الدّامي لم يتوقّف عن النّزيفِ , الجولانُ الليلةَ سيصرخ , و أرواحُ الأبرياء لن تستكين , و الخيبة سـ ...




الخبر كما وردَ في الجزيرة نقلاً عن التّلفزيون السّوري :




قتل 17 شخصا وأصيب 14 آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة على طريق مطار دمشق الدولي، وفقا لما أورده التلفزيون السوري.

وأوضح المصدر أن الانفجار وقع في شارع المحلق الجنوبي قرب تقاطع ضريح السيدة زينب بسيارة تحمل مائتي كيلوغرام من المتفجرات، وأشار في بيان رسمي إلى أن وحدة مكافحة الإرهاب المركزية بدأت التحقيق في الحادث.

وقالت وكالة الأنباء الألمانية إن الانفجار كان قويا بدرجة اهتزت له أرجاء مدينة دمشق وسمع صداه على مسافة أربعة كيلومترات، وإن عدد القتلى مرشح للارتفاع نظرا لخطورة حالة بعض الجرحى.

ونقل مدير مكتب الجزيرة في دمشق عبد الحميد توفيق أن الانفجار وقع مقابل مركز أمني في منطقة سيدي قداد، لكن من غير المؤكد ما إذا كان يستهدفه، ولفت إلى أن هذا الطريق مزدحم بالمارة وتتفرع منه طرقات باتجاه المدينة وخارجها.
وذكر أن القوات الأمنية طوقت مكان الانفجار ومنعت الوصول إليه، في حين أفادت وكالة الأنباء الألمانية بأنها منعت الاقتراب من المكان على مسافة تزيد على أربعمائة متر.

وقال شهود إن المبنى الرئيسي للمركز الأمني لم يصب إلا إصابات طفيفة، لكن بعض المباني الصناعية التي تبعد نحو مائة متر تهشم زجاج نوافذها وكانت هناك بقايا سيارة مدمرة، فضلا عن تضرر عدد من السيارات والحافلات.