يجمعنا في أبعاد الأدب والشّعر , ونرسم معاً خطواتٍ جميلة على سلالم الرّقي بالفكرة والأسلوب , من هذا المنطلق كانت فكرة الورشة النقديّة , لنشارك جميعاً في نقد أنفسنا وحروفنا , علّنا نرتقي بها أكثر ..
هنا سأكتب قراءتي للنّص المطروح للنقد , أتمنى من كاتب الموضوع تقبّل وجهة نظري وعلها تكون دعوة لأصحاب الأقلام الحرّة لطرق بابِ القراءة من زاويةٍ أخرى ..
__________
سأبدأ بالعنوان
والعنوان غالبا ما يكون عتبة النص , هناك حيث يبدأ القارئ استنشاقه الأاول لشعور الكاتب .
تنفس وأكثر ..
التنفس هنا , يرمز عادة إلى الخروج من حالة صمتٍ داخليٍ أو خارجي ,, ولكملة أكثر هنا , كانت تعبيراً يحمل معنى يدركه الكاتب فقط .
على العموم .. العنوان جميل , و لكن النّص سلبَ جمال العنوان فاحتلّ هو المكانة الاولى .
بعض المدارس الادبية تعتمد بشكل رئيسي على الصور والرمزية في التعبير وهذا ما يلسمه القارئ في هذا النّص , رغم أنّ تلك الرّمزية جاوزت حدّ الصّور في بعض المواقف , لتُصبحَ حكراً على الكاتب فقط من حيث التصور , إلا أن هذا قد يفتح مجالا للقارئ للابحار بخياله واسعاً .
لغة النّص كانت جميلة , بعض المفردات غير مكررة أو عادية مما أضفى على النص جمالا من نوعٍ آخر ..
بعض التشابيه كانت جميلةً بتحيزها وتفردها كـ
جهنم من مودة و تتوق جناتنا التمرغ بها حد العذاب
وكأنني مطر لم يعرف الهطول
القواقع المراهقة
الربيع الذي يولد من رحم الغيمة و صُلبِ الأرض ليواري الخريف الثرى
في بعض الأماكن كان هناك مبالغةٌ في تتالي التراكيب العائدة على ما قبلها بحيث يصل القارئ لنهاية الجملة , وقد ينسى أين بدأ , وهذه الصفة موجودة في اللغات الاخرى حيث يقوم الكتاب وخصوصا في النصوص العلمية بتركيب جمل طويلة تعود فيها التراكيب والصفات لكلمة في بداية الجملة .
وكمثا ل على ذلك
يثيرني جدا وأنتِ تسرحي شعرك الليل في مرآة عيني كقمرٍ يتبختر بإسقاط نوره على بحرٍ قد بسطَ ذراعيه رغبة اصطياد ...
وهو أمرٌ قد يقع فيه الكثير من الكتّاب , وربما استطعت تفسيره باتحاد الكاتب شعورياً مع النّص ,
أسلوب المخاطبة الذي اعتمده الكاتب والمترواح بين المخاطبة المتوددة القريبة و المخاطبة المباشرة .. كانَ لها أثرٌ جميلٌ على النّص , نهاية النص كانت موفقة , ربما كان ينقصها بعض التدرج فالمفاجأة كانت بانتقال الكاتب من وضع التودد والغزل و الاقتراب الرّوحي من الحبيبة إلى النهاية السّعيدة المرجوّة , هذا الانتقال كان مفاجئا للقارئ , ربما كان يحتاج إلى بعضِ التمهيد .
في النهاية النّص ككلّ متفرّد , وعذب .. والكاتب كان موفقّاً فيه .
________
الأستاذ مروان ابراهيم ..
تقبّل منّي الشّكر والعُذر .