،
السماءُ توسدتْ غطاءْ
والتحفتِ الأرضُ جدبًا و عراءْ .
و لسانُ البوحِ طفلٌ شقيْ !
/
لأنهُ قِيلَ لي قدْ جاءَ عيدْ ،
و لمْ يأتِ إلينا إلا بورقةِ صفصَافٍ مصفّرة !
وأرضٌ مترهلةْ ، و تجاعيدُ سمَاءٍ و شحوبُ موتى .
الغربَانُ صَاحتْ صباحًا ، و تثاقلتِ البومة لظرفِ الخجلِ هذا المساءْ .
و تساقط علينا كِسَفٌ من ابتهالات عَابدٍ ، وانصياعاتِ راقدْ !
..
وقد قيلَ لي أشرقَ يومُنا عيدًا ،
وحُلتي شجرةٌ محترقة.
اُجتثَ أصلُهَا ، وامتّد عنقُها بدعاءْ .
و عقدٍ خاوٍ من أيْ لؤلؤةٍ عذراءْ .
و هوَ عيدْ !
..
شرابُنا دمٌ مسفوحٌ و غدرْ ، ونداءاتُ الجهادِ تزمجرْ
و نحنُ فيْ عربدة و سُكرْ !
شهامتُنا تماثيلٌ وأصلابْ ، قطّعت أيديها وأرجلها من خِلافْ .
قالوا : عيدْ !
..
من قالَ أنّ الجوَ صافٍ ؟
أرعشني تقلبُ المُناخْ
حين سماعي لأغاني الأطفال ،
من دوي وصُراخْ !
ضبابٌ خبأ عني حُطام الرصيفْ ،
فتبعثر من قعرِ سلتي
قليلُ الرغيفْ .
كنت أحملهُ لطفلٍ ، قيل مات .. !
في صبح عيد
..
وطفلة ارتدتْ فُستانَا .
لونهُ بكاءُ طِفلة !
تلتقفُ حلوَى ، بجوعِ أخرى .
و هيَ طفلة !
..
يُحكى أنّهُ عيدْ ،
والحكاياتُ أكاذيبٌ وخرافاتْ .
تخلُقُ مِنا دوَابّ ونعجاتْ .
نتعمق فيها !
وننسى حكاية أيوبية تُدعى " صلاح الدين "
و مملوكية أخرى يُقال لها " قطز والتتار "
..
عامٌ و عامْ .
و صُراخُ عوّام .
وسلاطين يغطونَ بسلامْ .
فنعيمًا لهم الأحلامْ !
..
وجُوهنا ارتدتْ خزيًا و عارا .
بضحكات فرسٍ من أصبهان ،
و تبريز و وإيران !
رُسمت قسرا علينا .
بانتعالنا الخذلانْ .
صفحاتٌ تاريخنا ذَيلت بشجاعةٍ مقتولة ،
تُطبق على فاهٍ وآخر حيرانْ !
ولا تنطق سوى عيدْ !
..
أيادينا قاصرة ، مغلولة للأعناقْ .
والبعض يكتم والآخر ينطق بالنفاقْ !
نمدها لرهط من أعداءْ ،
ونقصرها عند سماعِ النداءْ .
لتترضخ بالدماءْ ،
و ما قتلنا أحدا
فلا أعاده اللهُ عيدا .
..
يتفيأ في حِمصَ و حماة ،
ألفَ ألفَ ضريحْ
عليهم سلام الله ..
و حلبْ ثكنت بآلام جريحْ ،
له ثوابُ الله ..
وهنا و هناك !
خذلهم الله ..
..
عادَ عيدْ ،
بثوبٍ بالٍ أخرقْ .
فُتِقَ وهوَ بعدُ لمْ يرتقْ .
وأميراتٌ في أجداثهن أحياءْ !
و بعضٌ من مِسكِ شُهداءْ .
و طفلٌ غارقٌ بدماءْ .
أما زالَ عيدْ .. !؟
..
اسكبوا الشايَ لنا
ضيعوا إسلامنا
و سأدسُ وجهيَ
لا تلوموا
إن في النفس أسى
**
جاءَ عيدٌ ، وراحَ عيدْ
ولم يكن بالقلبِ عيدْ
